أوضح مدرب منتخب كرواتيا زلاتكو داليتش في مؤتمره الصحافي السابق للقاء نصف النهائي مع الأرجنتين، أنه لا يرغب بتوقّف المشوار عند هذه المحطة، بل يطمح لتكرار وصلولهم للنهائي المونديالي الثاني على التوالي، وتجاوز ذلك إلى تحقيق اللقب الحلم. وعشية الموقعة المرتقبة، قال داليتش "نحن من بين أفضل أربعة منتخبات في العالم. هذا نجاح مذهل لكرواتيا لكننا نريد المزيد"، متابعاً بقوله: "نلعب ضد منتخب أرجنتيني عظيم، فريق رائع بقيادة ليونيل ميسي، لذا قمنا بتحليل خصمنا ونعرف كيف يلعبون، وأين يريدون الذهاب بالمباراة، إلا أنني متفائل بطبيعتي وأثق في لاعبي المنتخب الكرواتي، لأن لديهم شخصية رائعة لم يكن ليصلوا إلى نصف النهائي لولاها". وعلى غرار عام 2018 حين خاضت التمديد ثلاث مرات وركلات الترجيح مرتين للوصول إلى النهائي قبل أن تخسر أمام فرنسا 2-4، اضطرت كرواتيا للمرور بركلات الحظ الترجيحية مرتين في 2022 من أجل العبور إلى نصف نهائي المونديال، الأمر الذي يزيد من احتمالية شعور اللاعبين الكروات بالإرهاق في مباراة الغد أمام الأرجنتينيين، ولكن زلاتكو داليتش قال في هذا السياق: "لعبنا وقتاً إضافياً في مباراتين لكننا في نصف نهائي كأس العالم، ومن ثم لن نناقش الإرهاق، لدينا القوة والرغبة والطاقة، سنبذل قصارى جهدنا، فنحن نتعافى بعد كل مباراة". وعن المقارنة بين الفوز على الأرجنتين 3 - صفر في دور المجموعات عام 2018، والمواجهة المرتقبة الثلاثاء، قال المدرب الكرواتي: "مباراة 2018 لا علاقة لها بلقاء الغد، لاسيما وأن هناك الكثير على المحك بالنسبة للمنتخبين في هذا اللقاء المرتقب، لذا لن يدخر أي منهما جهداً لتحقيق نتيجة إيجابية تعبر به إلى نهائي المونديال"، متوقعاً أن تكون مباراة قوية وديناميكية وعادلة من كلا الجانبين. ولدى سؤاله عما إذا كانت المباراة ضد الأرجنتين ستكون الأعظم في مسيرته، أجاب "بالنسبة لي، كانت مباراة نصف النهائي ضد إنكلترا (في 2018) الأعظم على الإطلاق والبرازيل تأتي في المركز الثاني (ربع نهائي النسخة الحالية)، ومباراة الغد ستكون الثالثة، إلا أن تكرار إنجاز (الوصول إلى النهائي) على المسرح العالمي، سيجعلها أعظم مباراة لكرواتيا في التاريخ". ورأى أن فريقه ونظيره الأرجنتيني "يحملان مشاعر كبيرة. العاطفة والشغف. كرة القدم تجلب الكثير من الأشياء الجيدة والكثير من خيبات الأمل. من بين أربعة فرق، سيصل اثنان إلى النهائي وسيكون هناك فائز واحد فقط". من جانبه رفض مدرّب المنتخب الأرجنتيني ليونيل سكالوني المقارنة بين الخسارة القاسية أمام كرواتيا في دور المجموعات عام 2018 والمواجهة المرتقبة الثلاثاء بين الطرفين في نصف نهائي مونديال قطر. ويعود الطرفان بالذاكرة الثلاثاء على ملعب لوسيل الى مونديال 2018 حين تواجها في دور المجموعات، إذ اكتسحت فرقة راقصي التانجو بثلاثية نظيفة سجلها أنتي ريبيتش ولوكا مودريتش وإيفان راكيتيتش، عندما تصدرت حينها كرواتيا المجموعة بتسع نقاط كاملة في طريقها إلى النهائي الذي خسرته أمام فرنسا، واضطر ليونيل ميسي ورفاقه إلى الانتظار حتى الجولة الختامية لحسم تأهلهم بالفوز على نيجيريا 2-1، وفي هذه النسخة، انتظر الأرجنتينيون أيضاً حتى الجولة الأخيرة لحسم التأهل بعد السقوط الصادم افتتاحاً أمام السعودية (1-2) قبل أن تستعيد توازنها في طريقها للتخلص من أستراليا (2-1) في ثمن النهائي ثم هولندا بركلات الترجيح في ربع النهائي بعدما تعادلا 2-2 في الوقتين الأصلي والإضافي في لقاء تقدم خلاله رجال سكالوني حتى الدقيقة 83 بهدفين نظيفين. وقال سكالوني في مؤتمره الصحفي قبيل اللقاء المرتقب غداً: "نتوقع مباراة صعبة ضد فريق جيد حقاً، إنهم فريق بكل ما معنى الكلمة، يلعبون كفريق، لذا سيجعلون الأمور صعبة"، مشدداً على أن كرواتيا فريق جيد، لذا ستكون المباراة صعبة على الطرفين. وعن طريقته لمواجهة الثلاثاء، أكد سكالوني أنهم لن يغيروا طريقة تفكيرهم تجاه هذه المباراة بالذات، لأنهم مؤمنون بأنها مباراة في كرة القدم، ويجب تقديم كل شيء على أرضية الملعب، لافتاً الانتباه إلى عامل الحظ الذي يقف إلى جانبك أحياناً وويدير ظهره لك أحياناً أخرى، إلا أن المؤكد أنها مباراة حاسمة لاسيما بالنسبة للشعب الأرجنتيني. وعن قيادة ميسي لمنتخب بلاده غداً، قال سكالوني "سنرى ما إذا كان سيواصل اللعب بعد هذا المونديال أم لا، وما إذا كان بإمكاننا الاستمرار في الاستمتاع بمشاهدته يلعب كرة القدم"، في حين خص الجماهير الأرجنتينية في ختام حديثه بقوله: "بلدنا بأكمله يدعمنا إلا أن الطريق ما زال طويلاً، ونحتاج إلى دعمهم الكبير، بجانب تركيزنا الكامل على مباراة الغد، لأنها ستكون مباراة صعبة".