أقام مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية، بتكليف من وزارة الخارجية الصينية، الدورة الثالثة للمنتدى الصيني العربي للإصلاح والتنمية، بحضور معالي المبعوث الصيني الخاص لقضية الشرق الأوسط السفير تشاي جون، ومعالي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير خليل إبراهيم الذوادي، ومعالي رئيس دائرة تنمية المجتمع بأبوظبي الدكتور مغير خميس الخييلي، ورئيس جامعة شانغهاي للدراسات الدولية الدكتور لي يانسونغ. ورأس سفير شؤون منتدى التعاون الصيني العربي بوزارة الخارجية لي تشن، الجلسة الأولى التي سلط فيها أكثر من 20 خبيراً من المملكة العربية السعودية والصين ومصر والإمارات وقطر والعراق واليمن وفلسطين ولبنان والسودان والجزائر والمغرب ودول أخرى في المنتدى، الضوء على مبادرة التنمية العالمية. وتبادل المشاركون الآراء حول قضية التنمية في الصين والدول العربية، وشارك مركز البحوث والتواصل المعرفي في هذه الندوة، حيث أدار رئيس المركز الدكتور يحيى بن محمود بن جنيد، الجولة الأولى من المنتدى، كما قدّم الباحث في المركز فهد بن صالح المنيعي ورقة بهذه المناسبة. وتبادل الخبراء والعلماء في المنتدى، وجهات النظر حول محورين رئيسين، هما: "تعزيز المواءمة بين الإستراتيجيات الإنمائية والعمل سوياً على دفع مبادرة التنمية العالمية"، و"الالتزام بالتنمية المدفوعة بالابتكار وتحقيق تنمية قوية وخضراء وسليمة". وقد أعرب الخبراء المشاركون في المنتدى، عن تقديرهم لمبادرة التنمية العالمية، وأكدوا أنها ستساعد على عودة قضايا التنمية إلى جدول الأعمال الأساسي الدولي، كما أنها تتماشى مع التطلع المشترك وجهود الصين والدول العربية إلى تحقيق السلام وتعزيز التنمية والتعاون. وحض المشاركون الجانبين الصيني والعربي على مواصلة بلورة التوافق وتوحيد الجهود من أجل دفع التنمية الصينية والعربية، وتشغيل المزايا التكميلية، وتعزيز التعاون العملي في الابتكار التكنولوجي، والأمن الغذائي، ومكافحة التصحر، وتحلية مياه البحر، وتغير المناخ، وأبحاث اللقاحات وتطويرها، والاقتصاد الرقمي، والحد من الفقر ومجالات أخرى؛ مشيرين إلى أن ذلك من شأنه أن يوفر دعماً فكرياً لتنفيذ مبادرة التنمية العالمية في المنطقة العربية، وأن يسهم في بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك للعصر الجديد. واستعرض معالي السفير تشاي جون، في كلمته مبادرة التنمية العالمية التي طرحها الرئيس شي جين بينغ، مؤكداً أنه يجب على الجانبين الصيني والعربي التآزر على شأن التنمية وتعزيز المواءمة بين الإستراتيجيات، والتمسك بالمنافع المتبادلة والكسب المشترك، وتعميق التعاون العملي، والالتزام بالتنمية المدفوعة بالابتكار، وزراعة محركات التنمية الجديدة، ودفع التنمية الخضراء معًا، واستكشاف مسارات التنمية المستدامة، وتنفيذ مبادرة التنمية العالمية بإجراءات عملية، والعمل معًا لبناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك في العصر الجديد. من جهته شدد معالي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير خليل الذاودي، على أن الأمانة العامة للجامعة تقدّر المساعي الصينية إلى الإسهام في جهود التنمية من خلال مبادرة التنمية العالمية، للدفع بالتعاون في تسريع تنفيذ أجندة الأممالمتحدة للتنمية المستدامة، وحشد الجهد، ومواجهة التحديات التنموية بشكل مشترك. بدوره أوضح معالي رئيس دائرة تنمية المجتمع بأبوظبي الدكتور مغير الخييلي، أن موضوع الإصلاح والتنمية من المرتكزات المهمة التي يتوجب على الجميع العمل عليها للارتقاء بالمجتمعات والأفراد بما يسهم في سماع صوت المجتمع، لدعم الاستقرار والحفاظ على التنمية المستدامة في المجالات كافة، كتعزيز الابتكار والتطوير ورفع الكفاءات والمهارات. وقال السفير لشؤون منتدى التعاون الصيني العربي بوزارة الخارجية الصينية لي تشن: لمسنا التجاوب الإيجابي والدعم الكبير من الدول العربية لمبادرة التنمية العالمية التي تدفع إلى إعادة قضية التنمية إلى محور الأجندة الدولية، وتتماشى إلى حد كبير مع حاجات الصين والدول العربية الملحة للتنمية والسلام. وأفاد رئيس جامعة شنغهاي للدراسات الدولية الدكتور لي يانسونغ، أن مبادرة التنمية العالمية تتطابق مع تطلعات شعوب العالم الهادفة إلى تحقيق السلام والتنمية والطاقة الإيجابية في العالم المتغير والمضطرب. وأكّد الباحث في الشؤون الصينية في مركز البحوث والتواصل المعرفي فهد صالح المنيعي، أن "مبادرة التنمية العالمية" تعد مبادرة مهمة أخرى طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ بعد مبادرة "الحزام والطريق"، وهي بمثابة "تعبئة مجددة" للتعاون التنموي في العالم، و"تأكيد مجدد" لمفهوم وضع الشعب فوق كل الاعتبارات، وهذا ما يعد جوهر حقوق الإنسان"، لافتاً إلى أن المبادرة طرحت "خريطة طريق" لتضييق الفجوة بين الجنوب والشمال ومعالجة عدم التوازن في التنمية، وقدّمت كذلك "مسرّعاً" لدفع أجندة الأممالمتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030. وقال: تعمل في الوقت الحالي المملكة بنشاط على دفع التنمية المستدامة وإنشاء اقتصاد أخضر، والصين والمملكة بلدان صديقان يتبادلان الثقة، وتسير العلاقة بينهما بوتيرة متسارعة ومتطورة نحو المزيد من التعاون والتفاهم المشترك في مختلف المجالات، بما يعود بالنفع على البلدين وشعبيهما.