نظّمت هيئة المسرح والفنون الأدائية أمس ندوةً بعنوان: "سؤال التراجيديا مقاربات في الميثولوجيا والدراما"، ضمن سلسلة ندوات "كالوس" الحوارية؛ وشارك في الندوة كل من أستاذ الدراسات المسرحية بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان المغربية الدكتور خالد أمين، والشاعر والكاتب المسرحي صالح زمانان، وأدارها الدكتور علي النهابي. وقدم الدكتور أمين عبر تقنية الاتصال المرئي، ورقة بعنوان: "التراجيديا من المحلية إلى الكونية"، تناول خلالها ولادة التراجيديا من جديد، والتي كانت وما زالت متجددة حسب التغيرات والتحولات الاجتماعية، سواء مع الكلاسيكية الجديدة، وحتى أواخر الستينات، وأيضاً موجة ما بعد الدراما التي وسمت "المسرح المعاصر" إلى حدود الألفين أو بداية القرن الحالي، مستعرضاً في ورقته محورين هما: الإرث المسرحي اليوناني، ونموذج التراجيديا والمدينة، مشيراً إلى الفرق بين الفرجة والمسرح الذي يندرج الأداء أو التمثيل تحته. وأشار أمين إلى أن الكتيب الذي ألفه أرسطو بتلخيص دقيق؛ محطة إعجاب وموطن استدلال، فيما يرى أن المشكلة تكمن في أن أرسطو لم يشاهد المسرح، بل كتب عنه فقط، ومن جهة أخرى كتب النصوص التي رسخت في ذهن المؤرخين والكتاب والمخرجين، مجموعة قوانين ناظمة لما يسمى بالتراجيديا، ولم يترك المجال للاهتمام بتطورات المسرح خصوصاً لدى الرومان، وهي تطورات مهمة جداً أُغفلت. فيما تحدث زمانان عن المسرح العربي تاريخياً، من خلال قراءة عابرة للحالة الوثنية في الجزيرة العربية، ومقاربتها بما كان في الحالة الإغريقية من خلال النسق المسرحي، عبر ورقته "التراجيديا والعرب.. قراءة مسرحية في ميثولوجيا الجزيرة العربية قبل الإسلام"، مشدداً على أن المسرح لم يكن موجوداً في الحضارة العربية، بالرغم من سهولة تواصلهم مع الشعوب، "إلا أن فن المسرح لم يصلهم، وحتى عندما قاموا بترجمة الشعر لم يكن ذلك الأمر كما يفترض".