دشّن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن طلال بن عبدالعزيز رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية "أجفند"، "المدونة العربية للتنمية المستدامة: منظومة القيم والسلوكيات والمهارات"، و "نموذج التعليم التفاعلي .. تحويل عالمنا"، خلال الاحتفالية التي عُقِدَت اليوم بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية بالقاهرة، ونظمتها الشبكة العربية للمنظمات الأهلية بالتعاون مع جامعة الدول العربية وبرنامج الخليج العربي للتنمية. وأكد سمو الأمير عبدالعزيز في كلمته بهذه المناسبة أن إطلاق المدونة العربية للتنمية المستدامة بمثابة إنجاز يعكس الإسهام العربي المتواصل في استدامة التنمية، ويؤكد جدارة الطاقات الشبابية وقدراتها على البقاء في طليعة عصر عنوانه التنافس بالمعرفة وفي المعرفة. وقال سموه إن مبادرة "المدونة العربية للتنمية المستدامة" التي صدرت عام 2020م شَكّلت خطوة مفصلية في مواكبة العمل التنموي المستدام بمفهومه الثلاثي المتكامل القائم على النمو الاقتصادي، وحفظ الموارد الطبيعية والبيئة، والتنمية الاجتماعية. وأوضح أن التنمية المستدامة ليست فكرة مجردة أو مفهوماً فوقياً، بل هي بركائزها الثلاث ضرورة حتمية، داعياً إلى الحفاظ على حقوق الأجيال المقبلة وإدراك أننا أمام لحظة تاريخية تتطلب أمرين مهمين، الأول إعادة النظر فيما نتعاطاه من سلوكيات تعيق استدامة التنمية وتهدر الموارد، والثاني ضرورة توظيف ما نملكه من معارف ومهارات وقدرات للتعامل مع التحديات التنموية التي تحيط بنا من كل جانب. وأشار إلى أهمية نشر ثقافة الاستدامة والتمكين في أوساط التنظيمات الأهلية، وإنجاز خريطة معرفية واضحة تعزز قدرات كيانات العمل الأهلي العربي، وتدعم وتشجع وترعى الجهود والمبادرات الوطنية والإقليمية والدولية في هذا المجال. وبين أن هذا التوجه بمثابة مرتكز إستراتيجي لعمل "الشبكة العربية للمنظمات الأهلية" للاستجابة للتحولات المتواصلة، وفي مقدمتها صدور أجندة الأممالمتحدة لإنفاذ سبعة عشر هدفاً للتنمية المستدامة بحلول 2030، إضافةً إلى إعلان جامعة الدول العربية "العقد العربي للمجتمع المدني لتعزيز التنمية المستدامة (2016-2026)، موضحاً أن هذا المسار الذي اختارته "الشبكة" هو امتداد لدورها وإنجازاتها القيمة، خاصة أن الشبكة، منذ تأسيسها بمبادرة من الأمير طلال بن عبد العزيز "رحمه الله"، أسهمت بتمكين مئات من الجمعيات الأهلية من خلال دعمها بالبيانات الحيوية وتقديم البرامج التدريبية التي تجاوزت 150 ورشة في الدول العربية، وإجراء البحوث والدراسات التي أغنت المكتبة العربية وأمدتها ب 50 من الإصدارات العلمية حول واقع القطاع الأهلي العربي ومآلاته وكذلك تقديم الاستشارات الفنية، وتنفيذ مبادرات تنموية في عدد من الدول العربية، بجانب ما قامت به من فتح آفاق تعاون وشراكات بين المنظمات الأهلية العربية والمؤسسات الإقليمية والدولية. من جانبه، نوّه الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون العربية والأمن القومي السفير خليل الذوادي في كلمة مماثلة بالجهود الحثيثة لبرنامج الخليج العربي للتنمية "أجفند" في تشجيع ودعم المجتمع المدني العربي، واستهداف جميع شرائح المجتمع بدون تمييز بهدف تخفيف حدة الفقر. وأوضح أن "المدونة العربية للتنمية المستدامة" بمثابة إسهام فكري عربي يهدف إلى إزالة أي غموض حول مفهوم التنمية المستدامة وفلسفتها، كما يبلور منظومة متكاملة من القيم الإنسانية والسلوكية والمهارية التي تضبط العملية التنموية حتى تؤتي ثمارها على نحو مستدام، لافتاً الانتباه إلى أن المدونة تقدم قراءة رصينة ومتأنية للتنمية المستدامة، وتقدم مجموعة من الأدوات والآليات التي من شأنها تعزيز قدرات الشركاء التنمويين باختلاف مواقعهم على إنفاذ أجندة 2030. من جهته، أكد مساعد وزيرة التضامن الاجتماعي لشئون المنظمات الأهلية المصري أيمن عبدالموجود في كلمته التي ألقاها نيابة عن وزيرة التضامن المصرية، أهمية "المدونة العربية للتنمية المستدامة" لأنها تمثل منظومة قيم عملية ميسرة للخطط الوطنية ذات الصلة بالتنمية المستدامة وتعزيز عملية تحول المجتمع المدني العربي نحو تبني نهج التنمية المستدامة. وعُقِدَت ضمن فعاليات الاحتفالية، جلستيّ عمل الأولى حول "التنمية المستدامة بين النظرية والتطبيق"، وتناولت جهود "أجفند" لتسريع إنفاذ أجندة 2030، على الصعيدين الإقليمي والدولي، و"كيف نجعل التنمية المستدامة فعلاً صحيحاً ومؤثراً؟" و"الشبكة العربية للمنظمات الأهلية ميسراً للتحول نحو التنمية المستدامة"، فيما ناقشت جلسة العمل الثانية "جهود جامعة الدول العربية في دعم منظمات المجتمع المدني العربي"، و"التفكير المنظومي مدخلاً لتحويل عالمنا". كما شهدت الاحتفالية، تكريم رواد العمل التنموي العربي، ومن بينهم الأمير الراحل طلال بن عبد العزيز – رحمه الله - بوصفه شخصية رائدة في العمل التنموي، واستلم الدرع صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلال، وتكريم سمو رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند) لدوره النشط في مجال العمل التنموي، وكذلك تكريم الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، والأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بالجامعة العربية السفيرة هيفاء أبو غزالة لجهودها في القطاع التنموي، ووزيرة التضامن الاجتماعي المصرية نيفين القباج.