تشتهر منطقة الباحة بمحاصيلها الزراعية الموسمية التي أصبحت الزراعة السمة الأساسية للمنطقة في ظل ما حباها الله سبحانه وتعالى من تضاريس مميزة، أسهمت في توفر أغلب المحاصيل الزراعية . وتنتج مزارع الباحة المنتشرة في أغلب أوديتها ومنها أودية معشوقة، وبيدة، وفيق، وقوب، وتربة، وناوان، معظم المحاصيل الزراعية بالمنطقة مثل العنب والرمان والتين والمشمش والخوخ والبخارى والمانجو والجوافة واللوز البجلي والموز والتفاح والتين الشوكي " البرشومي " والسفرجل والتوت، وأشهر ما تنتجه الباحة من الحبوب الزراعية الذرة البيضاء والقمح والشعير والدخن والعدس والسمسم، والخضار بجميع أنواعها، إلى جانب النباتات العطرية مثل النعناع والحبق والريحان والكادي والبعيثران. ويلْمَح المقبل على هذه الأودية المدرجات الزراعية في لوحة طبيعية جذابة، إذ يعتمد بعض المزارعين على المدرجات الزراعية لكونها تحافظ على الماء وتقلل من استهلاكه، فيما يتم تسويق هذه المحاصيل الزراعية من قبل المزارعين في الأسواق المحلية في المحافظة ومراكزها، وفي الأسواق القريبة من منطقة مكةالمكرمة وغيرها من المناطق حيث يغطي المعروض الطلب المحلي في المحافظة. التقت وكالة الأنباء السعودية " واس " خلال جولتها في مزارع المنطقة بالدكتور صالح بن عباس آل حافظ، مالك إحدى المزارع التي تهتم بإنتاج الزيتون وتحتوي على 4000 شجرة زيتون ل 22 صنفاً، وتنتج سنوياً أكثر من 10 أطنان من زيت الزيتون إلى جانب ثمرتها المباركة، مفيدًا أنه قام باستصلاح المزرعة على مساحة 15 ألف متر مربع في مركز بهر على طريق العقيق لغرض زراعة أشجار الزيتون بالدرجة الأولى وأخرى منوعة، ملحق بها معصرة للزيتون ومنحل لإنتاج العسل ومحميات لبعض النباتات والطيور وإسطبل للخيول، إضافة إلى ثلاثة خزانات لتجميع مياه الأمطار للاستفادة منها في أعمال الري. وعمل الدكتور آل حافظ في تخطيط المزرعة على توظيف تكوينات المدرجات الزراعية التقليدية، إذ أقيم 100 مدرج كما هو الأسلوب المعروف على امتداد جبال السروات بهدف الحفاظ على المياه من التسرب والتربة من الانجراف، إلى جانب المنازل المشيدة بالنمط التراثي ذاته بالمنطقة. وبدأت زراعة أشجار الزيتون بغرس شتلات تتراوح أعمارها من سنة إلى ثلاث سنوات، وجاء أول إنتاج في معظم الأشجار بعد خمس سنوات باستثناء ما يعرف بالزيتون المكثف الذي يميزه نموه بالشكل المستقيم والكثافة العالية في الإنتاج عن غيره، حيث تحتضن المزرعة 22 صنفاً من الزيتون يتم إنتاجه على عدة مراحل. وتضم المزرعة عدداً من الأشجار النادرة مثل شجرة الجوجوبا التي تستخدم زيوتها للعناية بالجلد والبشرة وشجرة البان ذات الأزهار البيضاء المشربة باللون الوردي، ونحو 12 ألف شتلة لإنتاج الفراولة بواسطة الزراعة المائية، كما روعي في الزراعة الاهتمام بزراعة نباتات الطاقة الخضراء المتجددة وبعض الفواكه من عنب وتين ورمان ومحاولة الاستفادة من تقنيات الطاقة الشمسية في داخل المزرعة.