في تجربة نوعية على مستوى منطقة الباحة أسهمت جهود فردية في زراعة أربعة آلاف شجرة زيتون ل22 صنفاً، تنتج سنوياً أكثر من عشرة أطنان من زيت الزيتون إلى جانب ثمرتها المباركة. وتعود الفكرة إلى المواطن الدكتور صالح بن عباس آل حافظ عندما قام باستصلاح المزرعة على مساحة 150 ألف متر مربع في مركز بهر على طريق العقيق، لغرض زراعة أشجار الزيتون بالدرجة الأولى وأخرى منوعة، ملحق بها معصرة للزيتون ومنحل لإنتاج العسل ومحميات لبعض النباتات والطيور وإسطبل للخيول، إضافة إلى ثلاثة خزانات لتجميع مياه الأمطار للاستفادة منها في أعمال الري. وروعي في تخطيط المزرعة التي أطلق عليها «مزرعة الزيتونة» توظيف تكوينات المدرجات الزراعية التقليدية، إذ أقيم 100 مدرج كما هو الأسلوب المعروف على امتداد جبال السروات بهدف الحفاظ على المياه من التسرب والتربة من الانجراف، إلى جانب المنازل المشيدة بالنمط التراثي ذاته بالمنطقة للاستضافة وإتاحة المجال أمام الأهالي والزوار للتنزه والمنطقة الرياضية. وبدأت زراعة أشجار الزيتون بغرس شتلات تتراوح أعمارها من سنة إلى ثلاث سنوات مع ترك مسافة بين كل شجرة وأخرى بمقدار 4 أمتار، وجاء أول إنتاج في معظم الأشجار بعد خمس سنوات، باستثناء ما يعرف بالزيتون المكثف الذي يميزه نموه بشكل المستقيم والكثافة العالية في الإنتاج عن غيره، مشيراً إلى أن المزرعة تحتضن 22 صنفاً من الزيتون. ويمر إنتاج زيت الزيتون في المزرعة بمراحل عدة، فبعد جنيه يتم غسله وتنظيفه، ومن ثم عجنه وصولاً لمرحلة فصل المياه والمخلفات عن الزيت وتصفيته وتعبئته، ويسوق المنتج النهائي في المتجر الخاص بالمزرعة، فيما يُتبع في المزرعة نظام للاستفادة من مخلفات الزيتون في إنتاج الأسمدة والإعلاف للحيوانات. وتحتضن المزرعة عديداً من الأشجار منها النادر مثل شجرة الجوجوبا التي تستخدم زيوتها للعناية بالجلد والبشرة وشجرة البان ذات الأزهار البيضاء المشربة باللون الوردي، فيما تحتضن المزرعة نحو 12 ألف شتلة لإنتاج الفراولة بواسطة الزراعة المائية، ويعمل المهتم الدكتور آل حافظ حالياً على زراعة نباتات الطاقة الخضراء المتجددة وبعض الفواكه من عنب وتين ورمان ومحاولة الاستفادة من تقنيات الطاقة الشمسية في داخل المزرعة. وتعد مزرعة الزيتونة أول مزرعة سياحية في منطقة الباحة.