أكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مملكة ماليزيا الاتحادية محمود حسين قطان، أن المملكة العربية السعودية، ومملكة ماليزيا، تربطهما علاقات تاريخية متميزة تعود إلى ما قبل استقلال ماليزيا، وتعززت هذه العلاقات وتطورات خلال العقود الماضية في العديد من المجالات. وقال السفير قطان في تصريح لوكالة الأنباء السعودية: "إن زيارة دولة رئيس وزراء ماليزيا محي الدين محمد ياسين للمملكة؛ ستعزز العلاقات بين البلدين وستسهم في دفعها خطوات كبيرة إلى الأمام بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين السعودي والماليزي، مبيناً أن الزيارة السابقة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - في شهر فبراير 2017م، كانت إضافة مهمة وكبيرة لتطور العلاقات بين البلدين، حيث أسفرت عن العديد من اتفاقيات التعاون والمشاريع الاستثمارية، التي أكدت عمق العلاقات وأهميتها بالنسبة للمملكة وماليزيا. وبخصوص العلاقات التجارية بين المملكة وماليزيا، بيّن السفير قطان أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ حوالي 4,4 مليارات دولار، حيث تمثل الصادرات السعودية إلى ماليزيا مبلغ 3,5 مليارات دولار في حين بلغت الصادرات الماليزية إلى المملكة 900 مليون دولار، مشيراً إلى وجود رغبة مشتركة في تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين لترتقي إلى مستوى حجم العلاقات السياسية وحجم الإمكانيات التي تتوافر في البلدين، كما أن علاقة الشراكة بينهما تسهم في تقوية العلاقات وتعزيز التعاون. وأوضح أن الجهات المختصة في المملكة وماليزيا تعمل على دعوة رجال الأعمال والشركات في البلدين لاستثمار الفرص التجارية والاقتصادية، وفي هذا المجال فإن رجال الأعمال الماليزيين والشركات الماليزية مدعوون للاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة في المملكة وفق رؤية " المملكة 2030"، خاصة أنها تتيح الكثير من الفرص الاستثمارية في مجالات مختلفة تتضمن مجالات جديدة للاستثمار، بما يعزز العلاقات القائمة بين البلدين. وأضاف السفير قطان أنه في إطار اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد - حفظهما الله - بتقديم أرقى الخدمات إلى حجاج بيت الله، وتطوير هذه الخدمات وفق أرقى النظام الحديثة والمتطورة، فقد تم تقديم مبادرة "طريق مكة" التي تهدف إلى تحقيق الانتهاء من جميع إجراءات دخول الحجاج في مطارات الدول القادمين منها، وقد تم البدء في تجربة هذه المبادرة في ماليزيا عام 1438ه كأول دولة يتم فيها تطبيق هذه المبادرة، وقد تعاونت الجهات الماليزية المختصة مع الجهات السعودية المختصة وتم تطبيق مبادرة طريق مكة على كامل حصة الحجاج القادمين من ماليزيا في حج عام 1440ه، حيث تم الانتهاء من جميع إجراءات دخولهم إلى المملكة من مطار كوالالمبور الدولي، وتعمل المملكة وماليزيا على توثيق التعاون بينهما في إطار مبادرة "طريق مكة". وأبان سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مملكة ماليزيا أن المملكة تمثل قلب العالم الإسلامي وتنتهج الإسلام الصحيح القائم على الاعتدال والوسطية، لذلك فهي تحرص على التعاون مع الدول الإسلامية المعتدلة التي من ضمنها ماليزيا من أجل ترسيخ المفهوم الصحيح للدين الإسلامي القائم على الاعتدال والوسطية ومكافحة الأفكار الهدامة والضالة التي تستغلها التنظيمات الإرهابية والمتطرفة. وأفاد السفير قطان أنه منذ بدء انتشار جائحة كورونا في جميع أنحاء العالم، العام الماضي، بادر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - بصفته رئيس دورة مجموعة العشرين G20 (2020)، للدعوة إلى عقد قمة استثنائية لمجموعة العشرين خصصت لبحث توثيق الجهود الدولية المشتركة لمكافحة فيروس كورونا باعتبار أن ذلك هو أفضل الطرق للحد من انتشار وباء كورونا، كما بادرت المملكة إلى تقديم المساعدات إلى المنظمات الدولية المختصة وإلى العديد من الدول، وقد كانت ماليزيا من ضمن الدول التي قدمت لها المملكة مساعدات طبية للإسهام في مكافحة وباء كورونا، كما أن المملكة حريصة على التعاون مع ماليزيا لمكافحة وباء كورونا والحد من انتشاره.