يرى سفير خادم الحرمين الشريفين في ماليزيا محمود قطان أنه بالرغم من انتشار مرض «كوفيد-19» واستمرار إجراءات مكافحة الفايروس حول العالم وما فرضه من حالة العزلة والتباعد الاجتماعي وغيرها من الإجراءات الوقائية والاحترازية التي تسببت بغياب كثير من المظاهر والعادات والتقاليد والأجواء التي تميز الشهر المبارك، إلا أنه في الحقيقة روح الشهر الكريم لم تتضاءل أمام هذا الوباء بل على العكس من ذلك، فإن هذه الأزمة بمثابة فرصة أكبر لإبراز الجمال الحقيقي لروح رمضان. واصطحب السفير قطان «عكاظ» خلال الحوار بجولة تعريفية بأنشطة ومبادرات التي تقيمها السفارة السعودية بكوالالمبور في ظل هذه الجائحة التي لم تعق أو تعرقل العمل الخيري الذي يجسد ريادة بلادنا المباركة، إلى النقلة النوعية في آليات تقديم وإيصال المساعدات في الظروف المختلفة لمستحقينها، متطرقا في حديثه على حرص المملكة العربية السعودية على مد جسور التعاون والصداقة مع مختلف الدول ومنها ماليزيا، وما تقوم به السفارة السعودية في ماليزيا وفق توجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي العهد - حفظهما الله - بما يعكس المكانة التي تتمتع بها السعودية في العالم وخصوصا في العالم الإسلامي، وتقديم الصورة الحقيقية للإسلام القائم عل الوسطية والاعتدال ونبذ التطرف والإرهاب، مشيراً إلى ما تحظى به المملكة من مكانة مميزة لدى الشعب الماليزي إلى العلاقات بين البلدين والتي تمتد جذورها إلى ما قبل استقلال ماليزيا، مؤكداً أنها مستمرة وتمضي في التطور لما فيه صالح البلدين والشعبين الشقيقين، ومبينا أن السفارة حريصة على التواصل مع المجتمع الماليزي خصوصا في إطار التعاون لمواجهة جائحة كورونا وهو ما أكده وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان خلال اتصاله مع وزير خارجية ماليزيا. وأوضح قطان أن السفارة والملحقية العسكرية والثقافية والدينية نفذت عددا من المبادرات في ماليزيا خلال شهر رمضان المبارك في إطار التواصل الإنساني كان في مقدمتها تنفيذ برنامج خادم الحرمين الشريفين لإفطار الصائم والذي يتم تنفيذه في (18) دولة من ضمنها ماليزيا، وتستهدف إفطار مليون صائم، وقد حرصت السفارة عند تنفيذ هذا البرنامج على الالتزام بالإجراءات الوقائية التي اتخذتها الحكومة الماليزية خصوصا بالتباعد الاجتماعي، حيث تم استبدال الإفطار الجماعي بتوزيع الوجبات والسلال غذائية على العاملين في بعض الأجهزة الأمنية في أماكن عملهم وبالتعاون مع الأجهزة الماليزية المختلفة في هذا الشأن، وقد وصل عدد الوجبات إلى (20.000) وجبة يتم توزيعها خلال الشهر المبارك على الخطوط الأمامية، كنقاط تفتيش الشرطة والكوادر الطبية، ودعم أسر الروهينغا، وطلاب الجامعات الماليزية العالقين، ودار الأيتام، وتم توزيع 1000 سلة غذائية على الأسر الماليزية، وتم التنسيق لعملية التوزيع بالتعاون مع الجمعية العلمية الماليزية، وقوات الدفاع المدني الماليزي، وشركة (زفرو) لخدمات التوصيل. وأكد قطان أن المواطن السعودي في الخارج سفير لوطنه ويحمل على عاتقه مسؤولية تعكس الصورة الحقيقية لبلادنا، منوها أن أزمة كورونا أثبتت أن السعودي حريص على نقل صورة إيجابية عنه للعالم، مشيرا إلى إشادة السلطات الماليزية بالسعوديين بالتزامهم بالإجراءات الوقائية التي اتخذتها الحكومة الماليزية لمنع انتشار كورونا، مبينا أن التزام المواطنين السعوديين المتواجدين في ماليزيا للعمل أو السياحة أو الدراسة بالأنظمة التي وضعتها السلطات الماليزية لمكافحة انتشار فايروس كورونا امتداداً لالتزامهم واحترامهم الدائم بأنظمة الدولة الماليزية، خصوصا أن الإجراءات الوقائية التي وضعتها السلطات تهدف إلى حماية جميع المتواجدين على الأراضي الماليزية من مواطنين وأجانب والحد من تفشي وباء كورونا، وتقوم السفارة السعودية في ماليزيا بتوعية المواطنين السعوديين بالإجراءات الوقائية التي تتخذها السلطات وتحثهم على الالتزام بها، وقال قطان، يسرني أن أشيد بالتزام المواطنين السعوديين بهذه الإجراءات. ووجه قطان للمواطنين المقيمين بماليزيا نصائح مهمة وحثهم على الحرص على الالتزام بالإجراءات الوقائية خصوصا البقاء في المنازل وعدم الخروج إلا للضرورة واستخدام المطهرات والأقنعة الواقية والتواصل الدائم مع السفارة والملحقية الثقافية للاطمئنان على أوضاعهم، سائلاً الله أن يحفظهم وأن يعجل بنهاية هذه الجائحة. وانتقل قطان متحدثا عن الطلاب السعوديين في ماليزيا سواء كانوا مبتعثين أو على حسابهم الخاص بأنهم دائماً ما يقومون بأعمال تطوعية متعددة في ماليزيا، وخلال شهر رمضان المبارك قام العديد من الطلاب السعوديين ببعض الأنشطة التطوعية مثل توزيع سلال غذائية في المناطق التي يتواجدون فيها للمساهمة في تخفيف آثار جائحة كورونا، بالإضافة إلى مساهمتهم في بعض الأعمال الإرشادية والتثقيفية حول الوقاية من جائحة كورونا، لافتا إلى أن رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أكدت على تعميق ثقافة العمل التطوعي لدى المواطن السعوي ودائما كان المواطن السعودي يسجل أعمالا تطوعية تحظى بإشادة الجميع خصوصا خلال مواسم الحج والعمرة، كما شاهدنا الأعمال التطوعية التي يساهم بها المواطن السعودي في مكافحة وباء كورونا في المجتمعات التي يتواجد بها خصوصا في المجال الطبي والتي أشادت بها سلطات العديد من الدول. وأكد أن المبتعث السعودي يعتبر سفيرا للمجتمع السعودي في المجتمعات التي يتواجد بها، وهو حريص على إبراز الصورة الحقيقية للمواطن السعودي والتزامه بالقيم الإسلامية القائمة على الوسطية والاعتدال، كما أن الطالب والمبتعث السعودي حريص على التواصل الثقافي والحضاري في المجتمعات التي يتواجد بها بنفس مقدار حرصه على الاستفادة من التطور العلمي والتعليمي في هذه الدول. وختم السفير قطان حديثه حول التوجيه الكريم من مقام خادم الحرمين الشريفين وولي العهد -حفظهما الله- للأجهزة المختلفة والقاضية بتسهيل عودة المواطنين المتواجدين في الخارج إلى المملكة تؤكد على مدى اهتمامهما - حفظهما الله - بالمواطنين السعوديين في كل مكان، وهي تعكس حقيقة أن المواطن هو ثروة المملكة الأساسية وأنه مهما كانت التضحيات المالية والاقتصادية فإن الحفاظ على صحة المواطن وسلامته هي الهدف الأهم للقيادة الرشيدة، وفي إطار تنفيذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي العهد - حفظهما الله- والمتابعة المستمرة من وزير الخارجية قامت السفارات السعودية في الخارج بجهود كبيرة لتسهيل عودة المواطنين إلى أراضي المملكة خصوصا في إطار اختلاف الأنظمة والإجراءات التي تتخذها الدول لمواجهة جائحة كورونا. وفيما يتعلق بالسفارة السعودية في ماليزيا فقد قامت بالتنسيق مع الأجهزة الماليزية من أجل وضع الترتيبات اللازمة لتسهيل عودة المواطنين السعوديين من ماليزيا وفق الترتيبات التي وضعتها الأجهزة السعودية المختصة، وقد أسفر التعاون والتنسيق بين السفارة والأجهزة الماليزية عن تسهيل عودة المواطنين العالقين في ماليزيا ومازالت الرحلات مستمرة لإعادة من يرغب من المواطنين.