افتتح معالي وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن بن عبدالمحسن الفضلي، ورشة العمل الافتراضية الدولية الأولى التي عقدتها الوزارة حول "مستقبل الزراعة العمودية في المملكة"، ضمن جهودها نحو توطين وتبني تقنيات الزراعية الحديثة، بمشاركة معالي رئيس جامعة الملك فيصل الدكتور محمد بن عبدالعزيز العوهلي، ونخبة من العلماء المحليين والدوليين المختصين بالزراعة العمودية، وعدد من الشركات السعودية والعالمية الرائدة في هذا المجال. وقال المهندس الفضلي في كلمة ألقاها خلال الورشة: "إن العالم يشهد تطوراً متسارعاً في التقنيات المستخدمة في مجال الهيدروبونيك، والايروبونيك، والاكوابونيك، إلا أن هناك تحديات وعقبات تواجه هذا التطور تتعلق بمستوى تقنية المباني والمنشآت والمحاليل المغذية والإضاءة وأنواع المحاصيل المنتجة وتحتاج إلى حلول عاجلة وفعالة من خلال تبادل الخبرات والاستفادة من مثل هذه اللقاءات". وأوضح معاليه أن الوزارة قد عملت على إقرار الاستراتيجية الزراعية وتعمل مع شركائها المحليين والدوليين من مؤسسات علمية وبحثية وقطاع خاص، لتوطين وتبني التقنيات الحديثة الواعدة إيمانًا منها بأن هذه التقنيات هي إحدى أهم الوسائل الممكنة لدعم الأمن الغذائي ليس على مستوى المملكة فقط بل على مستوي العالم. وأضاف وزير البيئة والمياه والزراعة : "إن تقنيات الزراعة العمودية تُعد إحدى المحاور الرئيسية لتطوير الزراعة والمحافظة على المياه، حيث خصص (100) مليون ريال لهذا الغرض، كما تم تنظيم وتسهيل إجراءات الحصول على التراخيص"، مبيناً أن من الجهود التي تبذلها الوزارة في مجال التقنيات الحديثة دعم الإقراض من خلال صندوق التنمية الزراعي بنسبة (70%)، مما أبرز العديد من النماذج المحلية الناجحة، والتي يعول عليها في تطوير هذه التقنيات والأنشطة، مؤكداً أن أهم المخرجات الرئيسية لنمو أسواق الزراعة العمودية هي إنتاج غذاء ذي جودة عالية، وخال من متبقيات المبيدات والملوثات، ويواكب الزيادة السكانية المطردة في العالم. وشهدت الورشة الدولية الأولى لتقنيات الزراعة العمودية عدداً من الموضوعات الهامة، حيث استعرض الأستاذ الفخري بجامعة شيبا اليابانية الدكتور تويوكي كوزاي، فوائد وتحديات الزراعة العمودية في المناطق الجافة، كما تناول أستاذ علوم النبات بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية الدكتور مارك تستر، خلال ورقة العمل التي قدمها الدور الذي يمكن أن تلعبه الزراعة العمودية في تحقيق الأمن الغذائي في المملكة. من جانبه، استعرض نائب المدير العام للائتمان في صندوق التنمية الزراعية بدر المالك، التسهيلات الائتمانية المالية المقدمة من صندوق التنمية الزراعية للزراعة العمودية، كما استعرض الرئيس التنفيذي لشركة ايروفارم الأمريكية ديفيد روسنبرغ، دور الزراعة العمودية في المساهمة في الأمن الغذائي عبر إنتاج مجموعة كبيرة من المحاصيل بما فيها الخضار والفواكه، كما استعرض الدكتور فرانسيسكو اورسيني من قسم العلوم الزراعية والغذائية بجامعة بولونيا الإيطالية كفاءة استخدام الموارد في الزراعة العمودية. وأوصى المشاركون في الورشة بأهمية تمكين المستثمرين والمزارعين من المصادر الضرورية للزراعة العمودية من ماء وطاقه وأرض، إضافة إلى ضرورة تطوير السياسات والقوانين لتشجيع الزراعة العمودية لتسهيل إجراءات اعتمادها، وتشجيع البحث والتطوير عبر الدعم الفني والمالي لمواكبة التطور في الزراعة العمودية، وبناء القدرات وتقوية انسياب المعلومات والمعارف للمستثمرين والمزارعين وتمكين الإرشاد في ذلك. يذكر أن حجم السوق العالمي في مجال الزراعة العمودية يقدر بنحو(3.16) مليار دولار في عام 2018 م، وسيكون هناك نمو بمعدل كبير ليصل (22.1) مليار دولار في عام 2026م وبمعدل نمو مركب يقدر بنمو (27.77%) في الفترة من 2018 حتى 2026م.