كشفت وزارة البيئة والمياه والزراعة عن تمكنها من إجراء عدة تجارب لإنتاج محاصيل وخضراوات عضوية متنوعة بأسلوب الزراعة من دون تربة، أو ما يعرف بال «الهيدروبونيك»، وذلك باستخدام محاليل مسموح بها وفقًا للائحة التنفيذية لنظام الزراعة العضوية بالمملكة. جاء ذلك خلال ورشة عمل عقدها مركز أبحاث الزراعة العضوية في القصيم، بالتعاون مع إدارة الإنتاج العضوي، والجمعية السعودية للزراعة العضوية، لإعلان نتائج التجارب البحثية الخاصة بالزراعة من دون تربة، وذلك بحضور عدد من المزارعين والمؤسسات والشركات، والمهتمين بهذا المجال. وأوضحت الوزارة أن المركز أجرى خمس تجارب بحثية ناجحة ضمن خطة عمله لعام 2019، وأعطت نتائج ومؤشرات إيجابية، حيث بدأت التجارب بإنتاج محصولي الخس والكوسة، ثم ثلاثة تجارب على محاصيل أخرى رئيسة ورقية وثمرية، مبينة أنه من خلال التجارب ظهرت فروق مميزة بين التسميد المعدني والعضوي للمحاصيل وصلت ل «7» في المائة في الخس، و»12» في المائة في الخيار. وأضافت الوزارة أن المركز سيواصل إجراء تجاربه للمساهمة في تحسين آلية العمل باستخدام بعض المستخلصات والمنشطات لرفع كفاءة الإنتاج في الزراعة العضوية المائية بالمملكة، لافتة إلى سعيها الدؤوب لإدخال أفضل الأساليب والممارسات الرامية لتطوير منظومة الإنتاج العضوي، ودعم المزارعين العضويين بالمملكة. وأبانت بأن الزراعة العضوية المائية ستسهم في زيادة الإنتاج الغذائي العضوي بالمملكة، لعدم ارتباط هذا النوع من الزراعة بفترات التحول المطبقة على الزراعات الأرضية بمختلف محاصيلها، مؤكدة على أهمية أن تكون المدخلات الزراعية المستخدمة فيه متوافقة مع معايير الزراعة والإنتاج العضوي، منوهة في الوقت ذاته بأن هذه الزراعة تتميز بوفرة إنتاجها من المحاصيل الورقية والخضار بالمقارنة مع المساحات المستغلة لإنتاجها. يذكر أن الزراعة من دون تربة تعد من الممارسات الزراعية الحديثة، وتكون باستخدام خام زراعي كالبيتموس والبيرليت والحجر البركاني؛ للتغلب على مشكلات وأمراض التربة، وتعتمد على الوسط المائي، والمحلول المغذي لمضاعفة الإنتاج، وتقليل التكاليف وكميات المياه، ومن هذا المنطلق تعمل وزارة البيئة والمياه والزراعة على تحقيق استدامة القطاع الزراعي وفق أهدافها ضمن رؤية 2030، ولهذا وضعت الوزارة ضمن أولوياتها دعم الأساليب الزراعية الحديثة التي تسهم في رفع كفاءة الإنتاج والجودة، وتأمين غذاء أمن ومستدام.