تحتفل هيئة التقييس لدول مجلس التعاون وسائر الهيئات والمؤسسات المماثلة في دول العالم باليوم العالمي للمترولوجيا الذي يصادف يوم 20 مايو من كل عام، ويأتي هذا العام تحت شعار "القياسات من أجل تجارة عالمية". وفي كلمته بهذه المناسبة أشار رئيس هيئة التقييس لدول مجلس التعاون سعود بن ناصر الخصيبي إلى أنه تم اختيار شعار الاحتفال بهذه المناسبة لهذا العام نظراً للأهمية الكبيرة للمترولوجيا في التجارة العالمية، وقال "إننا نحتفل بهذه المناسبة هذا العام والعالم يواجه جائحة فايروس كورونا المستجد (كوفيد 19) الذي انتشر بشكل غير مسبوق في كل بقاع العالم، راجين من المولى عز وجل أن يحفظ العباد من هذه الجائحة وأن يرفع عنا البلاء". وأوضح الخصيبي أنه وفقًا لإحصاءات منظمة التجارة العالمية (WTO)، فقد سجلت التجارة العالمية للمنتجات رقمًا قياسيًا قدره 19.67 تريليون دولار أمريكي في عام 2018م. وبالنظر إلى أن نسبة كبيرة من التجارة العالمية للمنتجات يتم تحديد سعرها باستخدام وحدات القياس القانونية (SI Unit)، يصبح من الواضح أن المترولوجيا تلعب دورًا هائلاً، بل ومحورياً، في التجارة العالمية. وأفاد بأن الحكومات في دول العالم تتبنى اللوائح الفنية والمواصفات القياسية لحماية المنتجين والمستهلكين على المستويين الوطني والدولي، وتقدر منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) أن حوالي 80% من التجارة العالمية تتأثر بالمواصفات القياسية أو اللوائح الفنية، وعليه يجب أن يكون هناك نظام قياس سليم، بحيث لا يصبح تطبيق اللوائح الفنية والمواصفات القياسية عائقاً فنيًا للتجارة (TBT) مما قد يؤدي إلى زيادة التكاليف أو منع التدفق الحر للسلع أو تطلب اختبارًا متكررًا لبيان مدى مطابقة السلع والمنتجات لهذه المواصفات القياسية واللوائح. وبيَّن الخصيبي أن القياسات الدقيقة تضمن تسليم السلع والخدمات التي نحتاجها بشكل آمن وموثوق، وأن المكتب الدولي للأوزان والمقاييس (BIPM) والمنظمة الدولية للمترولوجيا القانونية (OIML) وهيئات المترولوجيا الوطنية في كل دولة من دول العالم يعملون على تعزيز الدور الذي يلعبه القياس في التجارة العالمية لضمان العدالة والثقة والحماية لكليهما المنتج والمستهلك، بالإضافة إلى أنه تم إنشاء العديد من أنظمة القياس الدولية لتوفير الضمانات والثقة اللازمة بأن هذه القياسات دقيقة، وأنها أساس سليم للتجارة العالمية. وأضاف: أن التجمع الخليجي للمترولوجيا عمل منذ إنشائه تحت مظلة هيئة التقييس بتاريخ 2 يونيو 2010م في الوصول بالدول الأعضاء للاعتراف الدولي بقدرات القياس والمعايرة (CMCs) وتوحيد الإجراءات في مجال المترولوجيا القانونية من أجل تسهيل التجارة البينية الإقليمية والدولية وذلك من خلال تنظيم برامج المقارنات البينية (Inter- laboratories Comparison) وتنظيم برامج تقييم الأقران (PEER Review) وتقديم برامج المشورة الفنية لتعزيز الإمكانات الفنية المترولوجية في الدول الأعضاء. وعبر الخصيبي في ختام كلمته بالتهنئة والشكر لجميع العاملين في هيئات التقييس الوطنية في الدول الأعضاء بشكل عام، والعاملين منهم في نشاط المترولوجيا بشكل خاص، مؤكداً على دور المترولوجيا في مختلف أوجه الحياة اليومية. تجدر الإشارة إلى أن يوم المترولوجيا العالمي هو احتفال سنوي لذكرى توقيع اتفاقية المتر الدولية في 20 مايو 1875م من قبل ممثلين من سبعة عشرة دولة التي تعتبر إطاراً للتعاون العالمي في علم القياس (المترولوجيا) وفي التطبيقات الصناعية والتجارية والاجتماعية لها، والهدف من اتفاقية المتر هو توحيد القياس في جميع أنحاء العالم حيث لا يزال مهما اليوم كما كان في عام 1875م، وقد انضمت المملكة العربية السعودية لاتفاقية المتر الدولية في عام 2011م، كما انضمت دولة الإمارات العربية المتحدة عام 2015م، وتشارك جميع الدول الأعضاء في الهيئة بشكل فعّال في أنشطة وفعاليات المكتب الدولي للأوزان والمقاييس (BIPM) المنبثق عن هذه الاتفاقية.