ألقى معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله السند، بمركز المؤتمرات بجامعة طيبة، محاضرة بعنوان (الانتماء واللحمة الوطنية)، وذلك صباح أمس الأربعاء، بحضور معالي مدير جامعة طيبة الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن قبلان السراني، ومدير عام فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة المدينةالمنورة الدكتور سلطان المطوع، ومنسوبي وطلاب وطالبات جامعة طيبة. وفي بداية اللقاء أبدى معالي الدكتور السند سعادته بلقاء منسوبي جامعة طيبة من أعضاء هيئة التدريس والطلاب والطالبات وعلى رأسهم معالي مديرها الدكتور عبدالعزيز السراني. وبين معاليه في بداية محاضرته أن من أهم ما يجب أن يعتني به العلماء والمختصون وأهل التوجيه وأهل الرأي العناية بتحرير المصطلحات وتجلية المفاهيم، وأوضح أن الخلط الذي اعترى بعض المفاهيم والمصطلحات يوجب على العلماء والمختصين العناية بتحرير هذه المصطلحات والألفاظ والمفاهيم وتقرير المعنى الثابت الصحيح لهذه المصطلحات، لا سيما التي اختلطت بها مفاهيم من غيرها ووجهت في غير وجهتها، وإرجاع هذه المفاهيم إلى الأصل الذي يجب أن ترجع إليه، وأهم هذه المصطلحات مصطلح السمع والطاعة لولاة الأمور. وأوضح معاليه أن السمع والطاعة لولاة الأمور على وضوح هذا المصطلح في الشريعة بنصوص الوحيين وقواعد الشريعة وضوابطها واتفاق كلمة العلماء على تحرير هذا المفهوم، إلا أن هذا المصطلح تعرض لتبديل مدلولاته وتغيير معناه ومقتضياته من أعداء هذا الدين والوطن. وقال معاليه: " أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بوجوب السمع والطاعة، وهذا يتحقق بتتبع سنته صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين والعض عليها بالنواجذ، كما أوصى صلى الله عليه وسلم. وأكد الدكتور السند أن مصطلح السمع والطاعة لولاة الأمر تعرض للإخراج له من سياقه الشرعي ومدلولاته الأصيلة"، مشيراً إلى قصة الخوارج الذين خرجوا على الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه في خلافته، وأراقوا دمه على مصحفه الشريف، هم أنفسهم يتكررون في كل زمان ويحاولون إخراج مفهوم السمع والطاعة عن سياقه الصحيح تبعاً لأهوائهم. وأشار معاليه إلى أن تنظيم جماعة الإخوان الإرهابي يستند على السياسة في الوصول إلى الحكم من خلال إسقاط الولايات الإسلامية لتقوم على أنقاضها ولايتهم المزعومة، وما عانته بعض البلدان الإسلامية من ثورات وانقلابات لم تر منها الشعوب إلا الدمار وانعدام الأمن والسطو على الممتلكات العامة والخاصة، وأكد على أن كل من خرج على حاكم في أي دولة إسلامية كان حال أهل هذه البلد بعد الخروج أسوأ من حالهم قبله، كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-. وفي ختام حديثه أكد السند على تقرير مفهوم السمع والطاعة ووجوبها وجوباً شرعياً، وأهمية تقرير ذلك للطلاب والطالبات، منوهاً بما ننعم به في المملكة العربية السعودية من ولاية راشدة. وبين أن بلادنا تعتبر رائدة العمل الإسلامي في العالم كله، وهي ناصرة مذهب أهل السنة والجماعة وترفع أعلام التوحيد، وتقمع البدعة والخرافة والشرك، وأن حقها أن يدافع عنها وأن يذاد عن حياضها وأن يحفظ كيانها ديناً وقربة إلى الله جل وعلا، لنتفيأ ظلالها الوارفة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز – يحفظهما الله – سائلاً الله أن يديم على بلادنا أمنها ورخاءها وينصر جنودنا المرابطين على الحدود، وأن يخذل أعداءنا إنه سميع مجيب. وفي نهاية المحاضرة قدم معالي مدير جامعة طيبة الدكتور عبدالعزيز السراني، درعاً لمعالي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السند، كما بادله معاليه بدرع مقدم من الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. الجدير بالذكر أن هذه المحاضرة ضمن برامج وأنشطة ملتقى الانتماء واللحمة الوطنية، الذي أطلقه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز، أمير منطقة المدينةالمنورة.