بدأت اليوم بالقاهرة أعمال المؤتمر العربي الأول لصحة المرأة تحت عنوان "تعزيز صحة المرأة لبلوغ أهداف التنمية المستدامة 2030" الذي تنظمه المنظمة العربية للتنمية الإدارية بالتعاون مع المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، والمجلس القومي للمرأة. وقال مدير عام المنظمة العربية للتنمية الإدارية الدكتور ناصر الهتلان القحطاني في كلمته الافتتاحية إن المنظمة تعقد هذا المؤتمر في مَرَّته الأولى بهدف المساهمة في تعزيز مسيرة العمل العربي المشترك في المجال الصحي خاصة تعزيز وتحسين صحة المرأة، بالإضافة إلى مناقشة آليات تمكين المرأة العربية صحيًا للنهوض بدورها المحوري في بناء الأسرة وصولًا إلى مجتمع صحي سليم ومعافى وتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030. وأضاف أن العديد من الدول العربية سعت إلى تعزيز قوانينها وأنظمتها وبرامجها وتوجيه جميع إمكاناتها للنهوض بصحة المرأة العربية، في ضوء الارتباط الوثيق بين صحة المرأة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتفعيل دورها في بناء مجتمع صحي معافى يمتلك القدرة على تحمل أعباء ومسؤولية إدارة واستغلال الموارد وتحقيق التنمية. من جانبه، قال المدير الإقليمي لصندوق الأممالمتحدة للسكان للدول العربية الدكتور لؤي شبانة في كلمته : إن النساء في المنطقة العربية يواجهن تحديات صحية جمة، ويعد ضمان الحياة الصحية وتحقيق الرفاهية للجميع أحد أهم عناصر التنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن الحق في الرعاية الصحية يجب أن يكون مكفولًا لجميع السكان، وللمرأة بصفة خاصة حيث تواجه المرأة تحديات حقيقية فيما يتعلق بالصحة الإنجابية وقدرتها على تحسين صحتها وصحة أطفالها. وأوضح "شبانة" أن الصحة إلى جانب التمكين الاقتصادي من أهم التحديات التي تواجه المرأة على مستوى العالم بما في ذلك المنطقة العربية، التي تعاني من الأزمات الصحية المتتالية في مناطق الحروب حيث تواجه الأمهات والأطفال أخطارًا صحية حقيقية، كالنقص الحاد في الطعام والمياه، وسوء التغذية أما في باقي دول المنطقة فتواجه المرأة تحديات صحية مرتبطة بنقص المياه، وغياب نظم التأمينات الصحية الكفيلة بتوفير العلاج اللازم، منوّهًا إلى أهمية التغطية الصحية الشاملة. من جهتها، عدّت مديرة برامج حماية وتعزيز الصحة التابع للمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية الدكتورة مها العدوي في كلمتها، تحسين صحة الأمهات من الأولويات الرئيسة لمنظمة الصحة العالمية، مشيرة إلى أن الشراكات أمر أساسي لضمان الاستجابة الفعالة لاحتياجات الرعاية الصحية للمرأة خاصة في ظل التحديات التي تؤثر في صحة المرأة في الإقليم، لذلك هناك حاجة لمزيد من التنسيق والتعاون لتلبية الاحتياجات الصحية للنساء. ونوّهت "العدوي" بدور منظمات المجتمع المدني العاملة في مجال صحة الأمهات والصحة الإنجابية، داعية جميع الدول العربية والشركاء إلى مواصلة العمل معًا من أجل تعزيز وتحسين صحة المرأة. بدوره، قال مدير إدارة الصحة والمساعدات الإنسانية بالجامعة العربية الدكتور سعيد الحاضي في كلمته إن انعقاد المؤتمر العربي الأول لصحة المرأة يأتي منسجمًا مع توجهات مجلس وزراء الصحة العرب الذي أكد في دورته العادية عام 2017م على إعطاء الأولوية لموضوع صحة المرأة، وصدر عن هذه الدورة "إعلان القاهرة حول صحة المرأة العربية" الذي أكد أن تحسين صحة المرأة من شأنه تحسين سلامة المجتمع بأكمله، مشددًا على أهمية رفع الوعي الصحي المجتمعي بخِدْمات صحة المرأة للحث على تبني سلوكيات صحية شاملة من شأنها تحسين صحة المرأة بالدول العربية. ويناقش المؤتمر على مدى يومين العديد من المحاور المهمة، منها الوضع الراهن لإدارة منظومة صحة المرأة في الدول العربية وأثره في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ودور التثقيف الصحي والتوعية بالأخطار الصحية السائدة في المجتمعات العربية في تعزيز صحة المرأة، وقضايا الصحة الإنجابية في الدول العربية (وفيات الأمومة - والزواج المبكر)، والرعاية الصحية للمرأة في المراحل العمرية المختلفة، ومؤشرات المتابعة والتقييم لبرامج صحة المرأة، وبناء إدارة فاعلة لمنظومة برامج صحة المرأة العربية، ودور المؤسسات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني في تعزيز برامج صحة المرأة.