تنوعت المبادرات المطروحة على مؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة لتشمل مختلف النواحى البيئية والصحية والتعليمية الا ان اكثر المبادرات أهمية هى مبادرة جامعة الدول العربية بشأن التنمية المستدامة في منطقتها. وتهدف هذه المبادرة الى التصدى للتحديات التى تواجه الدول العربية من أجل تحقيق التنمية المستدامة كما تؤكد التزام هذه الدول بتنفيذ جدول أعمال القرن ال 21 وأهداف التنمية التى تضمنها اعلان الالفية وتوصيات مؤتمر القمة العالمى للتنمية المستدامة مع أخذها فى الاعتبار مبدأ المسؤولية المشتركة والمتباينة. وتسعى المبادرة الى تفعيل وتعزيز مشاركة الدول العربية من أجل ابراز الجهود التى تقوم بها نحو تحقيق التنمية المستدامة وبخاصة فى ظل العولمة وأثارها وايجاد آلية لتمويل برامج حماية البيئة. وتعتبر هذه المبادرة اطارا عاما لما يمكن تنفيذه من برامج وانشطة بالامكانات المتاحة لدى الدول العربية والمنظمات العربية والاقليمية والدولية المعنية اضافة الى المؤسسات التمويلية العربية والاقليمية والدولية. وتتضمن المبادرة العديد من المجالات الخاصة بالتنمية والمتمثلة فى السلام والامن من خلال ايجاد بيئة ملائمة على المستوى الاقليمى لدعم الجهود الرامية لتحقيق السلام والامن بما فى ذلك انهاء الاحتلال ونبذ التهديد بالعدوان والتدخل فى الشؤون الداخلية للدول. وتشتمل المبادرة على دعم خطط العمل والبرامج الاقليمية وشبه الاقليمية للوصول الى التخفيف من حدة الفقر مع اعطاء اهتمام خاص لدور المرأة اضافة الى تعزيز وتطوير السياسات السكانية المتكاملة والارتقاء بالخدمات الصحية الاولية ودعم الجهود لتنمية صحة السكان من خلال توفير الماء النظيف والغذاء الامن. وتهتم المبادرة بدعم وتطوير استراتيجيات وبرامج للتعليم ومحو الامية كجزء من استراتيجية الحد من الفقر كما تشجع نقل وتوطين التكنولوجيا الملائمة الى وداخل المنطقة العربية اضافة الى تشجيع برامج الجوائز العربية الخاصة بالبيئة والتنمية المستدامة مثل جائزة زايد الدولية للبيئة وجائزة السلطان قابوس. وتتضمن المبادرة حماية المياه بما فيها الجوفية والانظمة البيئية للاراضى الرطبة من التلوث ودعم الجهود حول تنمية مصادر المياه البديلة اضافة الى مطالبة المجتمع الدولى بتعزيز جهود الدول العربية لتطوير برنامج اقليمى لحماية التنوع البيولوجى وتعزيز الجهود العربية للوصول الى الادارة السليمة للكيماويات. واهتمت المبادرة بتهيئة بيئة استثمارية عربية جيدة تشجع المؤسسات الدولية والاقليمية على تحقيق زيادة فى الاستثمارات الموجهة الى الدول العربية اضافة الى تعزيز الجهود العربية تجاه تحسين التجارة البيئية عن طريق تقوية ودعم منطقة التجارة الحرة العربية. وتدعو المبادرة العربية الى دعم مبادرات الشراكة بين الدول النامية والصناعية والشراكة بين الدول ومنظمات المجتمع المدنى والقطاع الخاص على ان تكون هذه الشراكات عادلة وغير انتقائية والاتتضمن اشتراطات سياسية أو اقتصادية.