يلمس زائر سوق عكاظ ال13 ضمن "موسم الطائف" في حلته الجديدة لهذا العام ، الذي نظمته الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ، حجم الجهود الجبارة والهمم العالية التي وقفت خلف كل ما تحقق من الإنجازات في تغيير ملامح السوق الذي اعتمد في تنفيذ بناء أجنحته وتصاميمه بطابع تراثي يعكس التراث الوطني والتاريخ الإسلامي . ومنذ اللحظة الأولى لرحلة الزائر عبر الدخول من البوابة الرئيسة للسوق يتبادر إلى ذهنه عيش لحظات على أرض الحضارات والتاريخ والأدب والشعر ، حيث الإطلالة على ساحة الفرسان ، ومضمار الخيل ومناطق لتدريب الفرسان ، المتاحة لتدريب الزوار والزائرات بمختلف الأعمار ، بالإضافة إلى عروض الخيل والفارسات السعوديات ، والمسابقات الشعرية والألعاب النارية ، و قرية متكاملة مجهزة بالخدمات والمطاعم والمقاهي . ومن ساحة الفرسان إلى ساحة الشعراء بفصاحتهم وحواراتهم الممتعة ، وفتيان عكاظ على صخرتهم الشهيرة وهم يرقبون بحماس دخول الزوار، وعبر جادة عكاظ يتم مشاهدة القوافل والمبارزات ، والمسرحيات الشعرية التي تقدم ثلاث صور ممتعة وشيقة في قالب فني ترفيهي وتعليمي ، ومنها إلى السفر نحو أغلب الدول العربية في "حي العرب" ، والاطلاع على ثقافتهم وحضاراتهم وأسواقهم وعروضهم الحية، وأبرز المنتجات والمقاهي والمطاعم لتلك الدول . ويجسد السوق التراثي، المتعة الحسية والبصرية في تعايش جميل مع الماضي بعراقته والحاضر عبر اقتناء أجمل المنتوجات ، من الفخار والمصنوعات الزجاجية ، والملبوسات التراثية ، مع متعة مشاهدة الجمال والخيول وهي تعبر الأسواق القديمة في تصوير حي لأسواق الحقبة الزمنية لما قبل بعثة النبي وفترة صدر الإسلام. ومن هذا الزخم التاريخي الحي يصل الزائر إلى قناعة بأن يوماً واحداً لا يكفي ، وسط هذا الكم من الأنشطة والفعاليات والزوايا ، التي تتميز بالإبداع والابتكار ، وتقدم المتعة مع المعلومة ، والترفيه مع الفائدة.