حالة من الفرح والسرور يشاهدها المتأمل في ملامح زوار الجنادرية 33" من الأطفال الذين يتنقلون مع أسرهم بين مختلف الأجنحة، مطلعين على تاريخ أجدادهم وأساليب كانت حياتهم، وما سطروه من بطولات حفظت نفسها في تاريخ الوطن لتمثل جانب من جوانب الفخر لأبناء هذا الوطن من خلال فعاليات ونشاطات مختلفة وهادفة أعدت لهم من مختلف الأقسام والجهات المشاركة ، شملت المراسم والألعاب والمسابقات العلمية والأنشطة الرياضية التي تهدف جميعها إلى إنشاء جيل المستقبل يواصل السير اثر خطى الأجداد وما قدموه من تاريخ مجيد مكن المملكة من أن تكون محطَّ أنظار العالم في مختلف العلوم والمهارات. وتعمل مختلف الأجنحة المشاركة من خلال الأنشطة التي تقدمها للأطفال على غرس مجموعة من القيم وتغيير بعض الأنماط السلوكية إلى الأفضل، ففي جناح مؤسسة النقد السعودي الذي هدف هذا العام من مشاركته في المهرجان، إلى تشجيع وتعليم رواده من الصغار على ثقافة الادخار، من خلال مجموعة من الأنشطة المختلفة التي خصصها للأطفال، سواء عبر المرسم أو شاشات العرض التي تعرض أفلاماً تعليمية تثقيفية تربوية. وشهدت الأركان والأجنحة التعليمية التي خصصتها وزارة التعليم ضمن جناحها المشارك في المهرجان الوطني للتراث والثقافة، حالة من التفاعل الكبير والإقبال من الأطفال وذويهم الذين يجدون من البرامج والأنشطة المختلفة ما يحقق الفائدة لجميع الأعمار، ، إلى جانب مسارح الوزارات المختلفة المشاركة في المهرجان . مراسل "واس" استوقفته أسرة الطفلة دانة المغصيب لحظة دخولها الى المهرجان عبر البوابة الغربية بانتظار ما تعرضه الأجنحة، مخططين لزيارة جناح وزارة الصحة حيث الشخصيات الكرتونية المعززة للتوعية الصحية. وأشادت أسرة الطفل جلوي العنزي الذي بدا سعيداً بزيارة المهرجان، بالتنظيم والتنوع بالعروض والفقرات والمشاركات، مسجلين إعجابهم بجناح ضيف شرف المهرجان هذا العام "جمهورية إندونيسيا" الذي كان الاهتمام به واضحاً ويعكس سعادة الإندونيسيين باختيار بلدهم للمشاركة في الجنادرية 33، لاسيما وأنهم حرصوا على إبراز هويتهم الثقافية وحضارتهم وتاريخهم. ومثل أسرة العنزي حملت أسرة الطفل محمد الشهري نفس الشعور ، مبدين شغفاً بزيارة المهرجان، وهو حالهم كل عام على حد وصفهم، ويقودهم شوقهم لرؤية جديد الفعاليات وبما تميزت به أرض المهرجان من عروض تجسد حياة أهل الماضي والمأكولات الشعبية التي تركوها لنا شاهداً على طرقية وأسلوب حياتهم. والتقت "واس" بأسرة الطفل راكان القحطاني وهو وأخوته حاملين معهم خلال جولتهم في أرض المهرجان ألعابا شعبية حصلوا عليها من المتاجر الصغيرة المنتشرة في مختلف أنحاء القرية التراثية. ويتحدث الطفل فيصل لحظة ارتدائه زياً عسكرياً، أنه حريص على التقاط الصور من أرض الجنادرية في كل زيارة يقوم بها للقرية التراثية بالجنادرية سنوياً، لاسيما وأنه من هواة التوثيق عبر التقاط الصور وجمعها. أما أسرة الطفل خالد الجربوع توجهت بالشكر للقائمين على (الجنادرية33)، وماتقدمه من عروض تراثية كل عام، متمنياً أن تطول أيام المهرجان ليتاح لهم زيارته أكثر من مرة. وأكد المواطن أبومحمد الفطيم الذي حضر مع عائلته للجنادرية أن المهرجان يمثل وجبة ثقافية وطنية متكاملة تثري العائلة دائماً، عاداً الجنادرية مناسبة وطنية عريقة ومهمة جداً في حياة أبناءنا .