أبرز اقتصاديون ومستثمرون في قطاع الطاقة بجدة استثمار المملكة الأمثل لثرواتها الطبيعية في ظل مشروع خطة الطاقة الشمسية 2030 ، التي تعد الأكبر من نوعها في العالم عادين المشروع مستقبل لصناعة الطاقة البديلة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - . وأوضح الاقتصادي سعيد بن علي البسامي أن توجه المملكة لتهيئة البيئة الملائمة لإنتاج الطاقة الشمسية سيلعب دوراً رئيساً في تنويع مصادر الدخل، مبيناً أن الموقع الجغرافي المميز للمملكة سيقود لتأسيس شركات متخصصة للأبحاث وتطوير ألواح الطاقة الشمسية بكميات تجارية تسمح بتسويقها محلياً وعالمياً. وأفاد أن سوق الطاقة الشمسية أثبت نجاحه في بعض دول العالم كأفريقيا والصين، مشيداً بدعم حكومة المملكة خطوات تنويع مصادر الطاقة، وذلك من خلال استراتيجية التنمية الوطنية الشاملة التي تتضمنها رؤية 2030، التي تركز على التزام المملكة بمنح الأجيال القادمة مستقبلاً أفضل يعتمد على الطاقة النظيفة. وتوقع أن يتضاعف الطلب على الطاقة الشمسية في المملكة خلال السنوات المقبلة مع تغير بيئة الطاقة عالمياً معبراً عن أمله في رفع الوعي بفوائد الطاقة الشمسية ومدى الحاجة إليها وتطويرها، وخاصة أن سوق الطاقة المتجددة في المملكة يشهد نمواً كبيراً في ظل وفرة الموارد الشمسية والأراضي الشاسعة مما يجعلها في مكانة رائدة عالمياً في مجال توليد الكهرباء المتجددة. وأفاد الاقتصادي عبدالعزيز بن محمد العنقري، أنه ينتظر من المملكة مع إطلاق هذا المشروع ريادتها في مجال الطاقة الشمسية ودعمها كصناعة ينشدها العالم، مبيناً أن موقع الاستراتيجي للمملكة سيعزز مضيها قدماً نحو الطاقة المتجددة من أجل بناء مستقبل مستدام لها إذا تم استغلالها بصورة كبيرة، وإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية بدلاً من حرق النفط والغاز، مما قد يوفر الكثير من الأموال ويعود بالنفع على الاستثمارات التنموية. وقال العنقري: يوجد نمو في تقنيات الطاقة الشمسية في المملكة واهتمام كبير من قبل العديد من الشركات المحلية والقطاع الصناعي في هذا المجال، مما يؤكد دورها القيادي في المنطقة على المدى البعيد مع التركيز على تطوير الخلايا الضوئية وتوليد الكهرباء مباشرة من أشعة الشمس وتطوير تقنيات تخزين وحفظ الطاقة". وتناول الاقتصادي سيف الله بن محمد شربتلي تلبية مشروع إنشاء خطة الطاقة الشمسية 2030 لطموح المملكة في إيجاد مصادر بديلة للطاقة، على إثر توقيع مذكرة التفاهم بين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ورئيس مجلس الإدارة لصندوق رؤية سوفت بنك ماسايوشي سون التي تعد الأكبر في العالم في مجال الطاقة الشمسية. وأشار إلى أن المملكة تمتلك إمكانات هائلة في مجال الطاقة الشمسية بفضل موقعها في نطاق "الحزام الشمسي العالمي" وتحظى أيضاً بمساحاتٍ واسعة من الأراضي المسطحة وتعد مثالية لبناء محطات الطاقة الشمسية، كما تحتل موقعاً متميزاً في قائمة المواقع التي تتمتع بأعلى فيضٍ من الإشعاع الشمسي في العالم، وتنفرد إلى درجةٍ ما بالعناصر الضرورية الأخرى المتعلقة بإنشاء شبكة توزيع الطاقة لافتاً إلى أن توقيع هذه المذكرة خطوة في الطريق الصحيح لتلبية الحاجة الملحة لتنويع مصادر الطاقة. ونوه بأن جميع مقومات نجاح "خطة الطاقة الشمسية 2030" متوفرة بالمملكة في ظل توفر مناطق عديدة تعد نسبة الإشعاع الشمسي الساقط فيها على الأسطح هي الأعلى على مستوى العالم، إضافة إلى توفر الدعم المالي للإنفاق على هذه التقنية التي تحتاج كلفة في بدايتها إضافة إلى كلفة في أمور الصيانة. وعلق المستثمر في قطاع الطاقة والكهرباء المهندس رامي إكرام على توجه المملكة للاستثمار في مجالات الطاقة الشمسية قائلاً: أن مثل هذه المشروعات تدر عوائد كبيرة وتتجاوز مضامينها تلبية الطلب المحلي إلى تصدير الطاقة الكهربائية وبالتالي تكون المملكة من الدول المصدرة للطاقة بالتوازي مع تصديرها النفط، مما يعد أمراً مهماً من الناحية الاستراتيجية والتغيير المتوافق مع متغيرات المستقبل. وعد مشروعات الطاقة الشمسية من أهم المشروعات الاستراتيجية التي تحتاجها المملكة، فإنتاجها سيسهم في خفض استهلاك النفط والغاز واستثمار المقومات المتاحة وإيجاد قطاع صناعي جديد يعنى باحتياجات الطاقة الشمسية وخلق وظائف ونقل التقنيات الحديثة وسيحقق أمن الطاقة إضافة إلى خفض الانبعاثات الضارة من خلال إنتاج الطاقة النظيفة مما سيخلق العديد من الفرص المغرية سواء بالنسبة للمستثمرين من داخل المملكة أو خارجها للاستثمار في هذا القطاع الواعد.