أكد معالي المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز الأستاذ فيصل بن معمّر، جاهزية المكتبة في جامعة بكين لتنفيذ حزمة من النشاطات الثقافية والحضارية، للإسهام في تعزيز التواصل الثقافي بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية. وقال معاليه في تصريح صحفي بمناسبة بدء مكتبة الملك عبد العزيز في جامعة بكين تنفيذ حزمة من الأنشطة الثقافية والحضارية بدءا من يوم الجمعة المقبل ، أن المكتبة جاهزة للتشغيل وفق أحدث التقنيات لفتح آفاقًا واسعة من توفير مصادر المعرفة للباحثين والدراسية والمهتمين بالثقافة العربية والإسلامية من أبناء الصين ؛ ودعم برامج تعليم اللغة العربية في الجامعات الصينية؛ ولتشكِّل في الوقت نفسه، جسرًا للتواصل الثقافي والعلمي والمعرفي بين الثقافة العربية الإسلامية والثقافة الصينية، بما يدعم نمو العلاقات الاستراتيجية بين المملكة والصين في المجالات كافة، داعيًا المولى عزّ وجلّ أن يتغمّد الملك عبد الله بن عبدالعزيز آل سعود بواسع رحمته ومغفرته، ويجزيه خيرًا على مأسّسه لهذه المكتبة وفروعها . ورفع معاليه بهذه المناسبة الشكر والتقدير والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - على دعمه للثقافة والمثقفين، حيث أولاها - أيده الله - جل رعايته واهتمامه أثناء زيارته لجمهورية الصين الشعبية السابقة وتدشينه المكتبة في جامعة بكين، أعرق الجامعات الصينية ما أعطاها بُعدًا ثقافيًا استثنائيًا، عالي المستوى في تاريخ العلاقة بين الدولتين؛ وعظيم الفائدة والأثر على صعيد الثقافة العربية والإسلامية والثقافة الصينية. وأعلن معاليه عن إقامة البرنامج الثقافي والتشغيلي للمكتبة في الصين بالتعاون مع سلام للتواصل الحضاري، الذي يتضمن عددًا من البرامج الحوارية والندوات العلمية والمعارض المتخصصة؛ منها قسم خاص لعرض رؤية المملكة 2030م ورؤية الصين ( مبادرة الحزام والطريق )، ومعرض التاريخ والحضارة التقني، الذي يسلط الأضواء على الحضارة العربية والصينية ويقدّم عرضًا تقنيًا لتطور الكتابة العربية والكتابة باللغة الصينية، ويحتوي على نماذج من الخطوط العربية؛ فضلاً عن برامج الترجمة ، والدورات التدريبية ، وتفعيل البوابة الإلكترونية للمكتبات العربية الصينية بالتعاون مع المكتبة الوطنية الصينية على هامش حفل انطلاق الفعاليات الثقافية والحضارية، الذي يشارك فيه نخبة مختارة من السفراء العرب ورجال الإعلام وأساتذة الجامعات الصينية وعمداء كليات اللغة العربية ، والمثقفين السعوديين والصينين في هذا الخصوص. وأشار إلى أن المكتبة في الصين، تعد دلالة حضارية مهمة على طريق بناء التفاهم والتواصل الحضاري بين أتباع الثقافات والحضارات بما يسهم في تعزيز التعايش والسلام بين الشعوب؛ ترسيخًا لما أعلنته المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، - حفظهما الله - الخطط الطموحة التي تضمنتها الرؤية البصيرة ( رؤية المملكة 2030م بمساراتها المتنوعة لمشاريع محلية وإقليمية وعالمية لتعزيز التعايش ومكافحة التطرف والإرهاب من خلال مركز الملك سلمان العالمي للسلام ؛ ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، والمركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال ), جنبًا إلى جنب مع دورها الداعم في تأسيس وإنشاء مركز مكافحة الإرهاب في الأممالمتحدة ودعم فعالياته، من ناحية؛ وبناء العلاقات العلمية والثقافية بين المملكة العربية السعودية بشكل خاص والعالم العربي عمومًا وجمهورية الصين الشعبية، وهي العلاقات التي تشهد تطورًا ملحوظًا في جميع المجالات، التي تؤكد متانة هذه العلاقات التاريخية والحضارية بين البلدين الصديقين؛ ليستمر هذا التواصل التاريخي والحضاري والعلمي بين الحضارتين العربية الإسلامية والصينية من ناحية أخرى. وأوضح أن المكتبة في بكين تشكِّل نقلة نوعية في العلاقات الثقافية بين البلدين، ونافذة للتعريف بالثقافة العربية الإسلامية ورافدًا لإثراء برامج تعليم اللغة العربية في الجامعات الصينية، مشيرا على أن المكتبة في جامعة بكين، تمثل امتدادًا للعلاقات الحضارية والتاريخية بين العالم العربي والصين، ومعلمًا ثقافيًا تنويريًا يحمل القيم المشتركة بين الحضارتين والدولتين، وتعيد إنتاج المعرفة بما يكفل لها الرواج والاستمرار. يذكر أن مكتبة الملك عبد العزيز العامة تعد من المكتبات العامة الرائدة في العالم العربي من حيث التنظيم والخدمات المعرفية والمشاريع الثقافية التي تعمل على إنجازها، ومن أهمها: الموسوعة الشاملة للمملكة، والفهرس العربي الموحد، وجائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة؛ والمشروع الثقافي الوطني لتجديد الصلة بالكتاب؛ لتسهم بشكل فعال في اكتمال منظومة جسور المعرفة والثقافة العربية والصينية في رؤية حضارية إنسانية شاملة، ومن خلال هذه الجهود والأنشطة تسعى مكتبة الملك عبد العزيز إلى دعم حركة التأليف والترجمة في جميع المجالات والفنون بما يحقق تطوير النشر العلمي بالمملكة، وفي الجانب الآخر تعريف الشعب الصيني بأصالة وهوية الإنسان السعودي وجهوده الوطنية والدولية لإرساء ثقافة عالمية للتآخي والتآلف بين كافة شعوب العالم.