انطلقت في العاصمة السودانية الخرطوم اليوم أعمال المؤتمر الإسلامي العاشر لوزراء الثقافة بدول منظمة التعاون الإسلامي، الذي تنظمه وزارة الثقافة السودانية بالتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة " الإيسيسكو "، والأمانة العامة للمنظمة، بحضور وزراء الثقافة في الدول الأعضاء بالمنظمة، وعدد من الخبراء، وممثلي المنظمات العربية والإسلامية والدولية المهتمة بالعمل الثقافي. وألقى الأمين العام المساعد للشؤون الثقافية والأسرة والإنسانية بالمنظمة السفير هشام يوسف، كلمة معالي الأمين العام الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين في المؤتمر، وجه فيها الشكر لفخامة الرئيس السوداني عمر حسن البشير على رعايته للمؤتمر، ولمعالي وزير الثقافة السوداني الطيب حسن بدوي، كما توجه بالشكر لجمهورية السودان حكومة وشعباً على العناية التي توليها للثقافة التي تجسدها استضافة السودان للمؤتمر. وقال معالي الأمين العام: " إنه وإدراكاً من المنظمة لحجم التحديات التي تواجه العالم، فقد وضعت المنظمة في مقدمة أولوياتها الاهتمام بالثقافة التي يتأكد دورها الفعال في تحقيق الأهداف المشتركة في بناء علاقات قائمة على احترام كرامة الإنسان، وترسيخ قيم التنوع الثقافي والعدالة الاجتماعية، ومبادئ الوسطية والتسامح ونبذ التطرف والكراهية والتعصب، خاصة بين فئة الشباب ". وأوضح معاليه أن تحسين صورة المسلمين في العالم عبر التواصل والتبادل الثقافي بين الدول الأعضاء، وفيما بينها وبين غيرها من الدول يعد أحد المحاور الأساسية للبرامج التي تعمل المنظمة على تجسيدها. وشدد الدكتور العثيمين على أهمية إبراز اللوحة الثقافية للعالم الإسلامي بما تجسده من تنوع وتعدد أمام الرأي العام العالمي، معرباً عن أمله بأن يبحث هذا المؤتمر السبل الكفيلة بتجسيد مضامين الاستراتيجية الثقافية المحدّثة على أرض الواقع، وذلك باعتماد خطة عمل لتكثيف النشاطات الثقافية كالمعارض والمهرجانات. وتطرق معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إلى مكافحة الإرهاب والتطرف والطائفية وسبل مواجهة هذه الآفات التي تعصف بالعديد من المناطق في العالم الإسلامي، مشيراً إلى أنها من بين الأمور الرئيسية التي تشغل وتقلق الدول الأعضاء، خاصة وأنها تسير في طليعة ركب مكافحة الإرهاب والتطرف إلى جانب المجموعة الدولية التي تتفق على أن الإرهاب لا دين له وأن أنجع وسيلة لمكافحة الإرهاب والتطرف وثقافة العنف تكمن في التصدي لجذوره وتجفيف منابعه المتعددة الأبعاد. وبين العثيمين أن استمرار مساعي سياسة الاحتلال الإسرائيلي في تغييرِ الهوية التاريخيةِ العربيةِ لفلسطين يهد تحدياً سافراً لحماية المعالم الأثرية والمؤسسات الدينية والثقافية هناك خاصة في القدس الشريف، مطالباً بالبناء على القرارات الأخيرة المهمة التي تبنتها منظمة اليونسكو في حق دولة فلسطين وتأكيد هوية المواقع الأثرية في الأراضي المحتلة. وكرر معاليه إدانة المنظمة الشديدة للتدميرِ المُتعَمَّدِ والاتجارِ غيرِ المشروعِ بالتراثِ الثقافي في البلدانِ المتضررةِ من الحروب، داعياً المجتمع الدولي للتعاون في التصدي لهذه الآفة بوصفها جريمة حرب. وأشار معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إلى عزم المنظمة على تنظيم أول أسبوع ثقافي يركز على الشباب في كوالالمبور، في الفترة ما بين 27 نوفمبر الجاري إلى 1 ديسمبر وذلك بالتعاون مع الجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا.