دأبت المملكة العربية السعودية على خدمة ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزوار وتقديم سقيا ماء زمزم لهم بالمجان، وذلك منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - الذي أقام العديد من المشروعات الجبارة والمتواصلة في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة والمشاعر المقدسة, ومنها مشروع سقيا ماء زمزم التي تأتي في صهاريج من العاصمة المقدسة مكةالمكرمة عن طريق البر وتقدم مبردةً لضيوف الرحمن زائري مسجد المصطفى - صلى الله عليه وسلم -. وتابعت عدسة "واس" فرحة إفطار الصائمين بالمسجد النبوي لحظة آذان المغرب وشوقهم للشرب من مياه زم زم المبردة بعد ضمأ يوم كامل, سائلين المولى - عز وجل - أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - وأن يوفقه لما يحب ويرضى وأن يجعل ما قدمه ويقدمه للإسلام والمسلمين في شتى أنحاء المعمورة في موازين أعماله الصالحة. وتحضى سقيا الحاج والمعتمر باهتمام خادم الحرمين الشريفين الذي يوجه - رعاه الله - دائمًا بتذليل الصعاب أمام تنفيذ مثل هذه المشروعات الخيرية التي تعود بالنفع على زائري المسجد الحرام، ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم, إضافة إلى تسخير جميع الطاقات البشرية والآلية لهذا الغرض. وتعمل إدارة السقيا في وكالة شؤون المسجد النبوي الشريف بالمدينةالمنورة على تأمين وتخزين وتحقيق أعلى درجات الجودة والسلامة لتقديم ماء زمزم والمياه النقية الصالحة للشرب للمصلين والزوار مبردة وغير مبردة ليجد كل زائر حاجته من الماء وفي أماكن تواجده بالمسجد, إضافة إلى تأمين كاسات الشرب في جميع المواقع. ويمر ماء زمزم بعدة مراحل حتى يصل إلى المصلين والزوار قاصدي مسجد المصطفى - صلى الله عليه وسلم - بالمدينةالمنورة, حيث ينقل في المرحلة الأولى من مكةالمكرمة إلى المدينةالمنورة عبر صهاريج مخصصة لحفظ المياه، بمعدل 150 طنًا يومياً في الأيام العادية ويصل إلى 300 طن يومياً في رمضان، يتم نقلها عبر 29 ناقلة، يتم تأمينها بالتنسيق مع مصدر التعبئة في مكةالمكرمة وذلك بإقفالها حتى وصولها إلى وجهتها, فيما تكون المرحلة الثانية قبل تفريغ ماء زمزم في الخزانات حيث يتم فحص المياه عبر مخبر ذي جودة عالية ومعاينة الماء من قبل المختصين بالمختبر. وفي المرحلة الثالثة ينقل ماء زمزم ويفرغ في الخزانات عن طريق ثلاث مضخات كبيرة يخضع خلالها الماء لعملية فلترة و تعقيم طوال رحلته من موقع التفريغ وحتى الخزانات الرئيسية التي يبلغ عددها سبع خزانات موزعة أربع منها خزانات أرضية سعة كل واحد منها 230مترًا مربعًا. كما أن الخزانات مزودة بجهاز قياس لمنسوب ووحدة تبريد وهي مخصصة للتبريد وثلاث خزانات من الفيبر البلاستيكية سعة كل واحد منها 400م2، مزودة بجهاز لقياس المنسوب وهي مخصصة لماء زمزم غير المبرد والمياه النقية, في حين تنقل المياه من الخزانات إلى نقاط التعبئة في المرحلة الرابعة ويتم عن طريق شبكة من الأنابيب المصنعة من مادة الأستال ستيل الغير قابل للصدأ وبعد خضوعها للتعقيم بواسطة الأشعة فوق البنفسجية إلى أن تصل نقاط التعبئة. وفي المرحلة الخامسة والأخيرة يتم الإشراف والمتابعة الميدانية على عملية التعبئة وتوزيع الحافظات في المواقع المخصصة لها وتوزيع أكواب الشرب الجديدة ورفع ما استخدم منها, كما يوجد بالمسجد النبوي الشريف سبع نقاط لتعبئة زمزم موزعة على أرجاء المسجد لتسهيل وصولها للمصلين وزوار المسجد النبوي تتسع كل نقطة منها على 200 حافظة مخصصة للتعبئة والتوزيع بين جنبات الحرم, إضافة إلى المحطة الخارجية التي تفتح للناس على فترات محددة ليتزودوا من ماء زمزم.