تشارك الهيئة السعودية للحياة الفطرية في الاحتفال باليوم العالمي للسلاحف البحرية التي تعد من أكثر الكائنات البحرية التي تعيش منذ ملايين السنين واليوم أصبحت من الأنواع الفطرية البحرية التي يهددها خطر الانقراض حول العالم، ومن هنا جاء تخصيص يوم عالمي للاحتفال بها يصادف هذا العام يوم الثلاثاء 27 شعبان 1438ه الموافق 23 يونيو 2017م من اجل التعريف بها والقاء الضوء على أهميتها في النظم البيئية البحرية. وأوضح نائب رئيس الهيئة السعودية للحياة الفطرية الدكتور هاني بن محمد على تطواني بأن هناك تعاونا مستمراً على المستوى الدولي والإقليمي بالخليج العربي بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والتنسيق مع المنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية للخليج العربي وأيضا مع الهيئة الإقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج لحماية البيئة البحرية وكافة الكائنات المهددة بالانقراض. وأكد تطواني أن حكومة خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله انضمت لعدد من الاتفاقيات الدولية و الإقليمية ومذكرات تفاهم ،إيماناً منها بأهمية التعاون الدولي والاقليمي في المحافظة على الحياة الفطرية والتنوع الأحيائي، فقد وقعت الهيئة على مذكرات تفاهم منها مذكرة تفاهم حول حماية وإدارة السلاحف البحرية وموائلها في المحيط الهندي ومذكرة التفاهم حول المحافظة على أبقار البحر (الأطوم) ومذكرة التفاهم حول اسماك القرش، تحت مظلة معاهدة المحافظة على الأنواع المهاجرة من الحيوانات الفطرية المعروفة بمعاهدة بون. وأضاف ان الهيئة تقوم بتنفيذ برنامج لدراستها من أجل حمايتها في بيئاتها الطبيعية ودراسة الصفات الظاهرية والقياسات المورفولوجيه للسلاحف والبيض ونسبة الفقس وتتبع مسارات هجرتها عن طريق الأقمار الصناعية بالتعاون مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بغرض تقييم الوضع الحالي للسلاحف. وقد بلغ عدد السلاحف التي تم ترقيمها منذ انطلاق المشروع عام (2009-2017م) الى 6065 سلحفاة خضراء و912 سلحفاة صقرية المنقار. وتعتبر جزر فرسان وجزيرتي جبل حسان والوقادي ومنطقة رأس بريدي شمال مدينة ينبع في البحر الأحمر والجزر المرجانية وخاصة جزيرتي كاران وجانا بالخليج العربي من أهم مناطق تعشيش السلاحف البحرية. حيث سجلت 5 أنواع منها في المملكة من بين سبعة أنواع حول العالم. وتعشش نوعان منها على شواطئ المملكة، وهي السلحفاة الخضراء) وسلحفاة منقار الصقر. وبين الدكتور هاني تطواني أن أعداد السلاحف البحرية في العالم في تناقص مستمر حيث تم وضعها في لائحة الملحق 1 من اتفاقية الاتجار الدولي بالحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض CITES.، ويعود ذلك بشكل رئيسي لصيدها وتدمير موائلها الطبيعية من قبل الإنسان مثل زيادة مشروعات التطوير الساحلية، والتوسع في رقعة المناطق المدنية والحضرية دون الاخذ في الاعتبار المناطق البيئية الحرجة مثل إقامة المشاريع السياحية والتنموية في شواطئ التعشيش أو بالقرب منها وعمليات الردم والقاء النفايات وقيام بعض السياح ومرتادي الشواطئ بحفر الحفر على الشاطئ خلال النهار او استخدام السيارات والآليات التي تدمر الشواطئ وتغير طبيعته وزيادة معدلات التلوث البلاستيكي، أضف الى ذلك صيد السلاحف العارض او المتعمد وجمع البيض وتدمير مواقع التعشيش في الشواطئ والجزر وازعاج السلاحف وتشويشها أثناء موسم وضع البيض أدى إلى انخفاض أعداد مجموعات السلاحف البحرية المعششة، الى جانب تهديد الصغار من قبل المفترسات مثل الثعالب والكلاب والقطط والطيور الجارحة. بالإضافة إلى ذلك، يهدد الضوء المنبعث من المناطق الحضرية والممرات والطرق الساحلية السريعة المجاورة لمناطق التعشيش يؤدي الى تضليل صغار السلاحف من الوصول الى المياه ويجعلها عرضة للموت او الافتراس. ناهيك عن العوامل الطبيعية الأخرى مثل التغير المناخي . وأكد أن المحافظة على السلاحف تتطلب حماية مساحات كبيرة ومتنوعة من المناطق البحرية من أجل توفير كافة الظروف البيئية الحيوية اللازمة لدورة حياتها التي تمتد لسنوات طويلة لذا بات اليوم ضرورياً أن يتم اتخاذ مبادرات وخطوات عملية لحماية الأعداد القليلة من شواطئ وضع البيض ومناطق التغذية والتكاثر ومسارات هجرة السلاحف البحرية. وضع برامج خاصة بإعداد الشواطئ المناسبة لتعشيش السلاحف لمضاعفة عملية تفقيس البيض، وتعزيز عمليات إنقاذ السلاحف وإعادة تأهيلها، تقييم الوضع الحالي لها من خلال دعم الدراسات والمسوحات البيئية وتتبعها بالأقمار الصناعية لمعرفة طريق هجرتها وأماكن وضعها للبيض وإعداد الخطط اللازمة للمحافظة عليها. إلى جانب تكثيف الأنشطة الإعلامية والتوعوية.