أكد المفكر اللبناني الأستاذ الدكتور رضوان السيد، الفائز هذا العام 1438ه بجائزة الملك فيصل للدراسات الإسلامية، أن منهج المملكة العربية السعودية يتميز بالاعتدال والحوار، مستشهدا برؤية رابطة العالم الإسلامي، التي تؤكد على الوسطية والاعتدال والحوار. جاء ذلك في تصريح له عقب لقائه اليوم ، معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، ضمن وفد علماء لبنان الذي ترأسه مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، حيث أكد أن الحاضر الإسلامي حافل بالتحديات، أبرزها التحدي الداخلي بظهور الإسلام السياسي، إضافة إلى التحدي الخارجي والمتمثل في موجات الإسلاموفوبيا العاتية التي تحاصر الجاليات المسلمة بالخارج. ولفت الدكتور السيد النظر إلى أن السبيل في مواجهة التحديات يكمن في معرفة الواقع المتجسد في التركيز على معارف العصر، إضافة إلى التصدي لعمليات تحوير المفاهيم وإخراج الدين من عمليات الصراع على السلطة، والإسهام من واقع الفهم والتضامن في عمليات تحديث الدولة الوطنية، مع إبقاء الأولوية لعمليات تحرير المفاهيم التي استولي عليها وحرفها المتطرفون والإسلاميون المسيسون. وأشار الدكتور السيد إلى أن هناك جهوداً فردية مقدرة ومحترمة دائما، ولكن الجهد الجماعي الذي تقوم به المؤسسات هو الأجدى والأبقى، مضيفاً أن على المؤسسات الدينية والرسمية وشبه الرسمية، أن تتأهل لمواجهة التحديات. وحول دور رابطة العالم الإسلامي في نشر الاعتدال وثقافة الحوار، قال الأستاذ الدكتور السيد: إن الرابطة منظمة عريقة تنطلق في أعمالها من مهبط الوحي مكةالمكرمة، ولديها مكاتب ومراكز في الخارج وقد زرتها ضمن وفد مفتي البنان الشيخ عبداللطيف دريان فوجدت فيها روحا منفتحة وإرادة للتطوير والتجديد، ومن الجلي أنها ستظل تسهم في المجالات الرعائية في مناطق الأزمات، بواسطة الهيئة الإسلامية العالمية للإغاثة التي لها أعمال بارزة في إفريقيا وآسيا. وأعرب عن ثقته في أن تكون المرحلة القادمة لعمل رابطة العالم الإسلامي، تتركز في إيصال رسالة استنارة واعتدال، مستفيدة من الثقافة والإعلام في إيصالها من خلال نشر المجلدات والكتب المرجعية المتخصصة، والأخرى الفكرية والثقافية، وجهود تطور موقعها ليكون مستندا للناشطين في مجال التنوير والاعتدال والوسطية. وأضاف أن الرابطة تعمل في سائر أنحاء العالم، وهي تمتلك مقومات ووسائل تتسم بالترابط والتنسيق المحكم لتكون خير وسيلة لمكافحة ظواهر الإسلاموفوبيا، والدعوة إلى التعايش الاجتماعي والتعليمي والسياسي في المجتمعات.