بدأت بمدينة الحمامات التونسية اليوم , أعمال الندوة الدولية لاتحاد وكالات الأنباء العربية حول مستقبل وكالات الأنباء العربية مقومات الاستمرارية وتحديات الجودة بمشاركة ممثلين عن عدد من وكالات الأنباء العربية من بينها وكالة الانباء السعودية. وأكدت المديرة العامة لوكالة تونس إفريقيا للأنباء الدكتورة حميدة البور في كلمتها الافتتاحية أن الرؤية الاستشرافية لمستقبل وكالات الأنباء العربية تستوجب التشخيص الواقعي والدقيق لمرتكزات القوة ونقاط الضعف في العمل الوكالاتي ، لافتة النظر إلى أنه لا يمكن لهذا التشخيص أن يخرج عن إطار البحث في السبل والآليات الملائمة لتطوير أداء الإعلام العمومي أو ما يسمى بإعلام الخدمة العامة في ظل التحولات السريعة والجذرية التي تعيش البلدان العربية على وقعها مع اختلاف السياقات والأساليب . من جانبه أشار الشيخ مبارك دعيج الإبراهيم الصباح رئيس اتحاد وكالات الأنباء العربية المدير العام لوكالة الأنباء الكويتية إلى أن وكالات الأنباء العربية تعيش اليوم هاجساً من الخوف على انحصار دورها المستقبلي وانعكاس التطور الهائل والمتسارع في وسائل الاتصال وتنوع أساليبها وتعدد أدواتها على مكانتها في فضاء الإعلام حاضراً ومستقبلاً وقدرتها على المنافسة الإعلامية ، مقدماً في هذا الإطار تصوراً لمستقبل أمثل لوكالات الأنباء العربية يعتمد على ستة عناصر تشمل تطوير الوسائل والأدوات بما يضمن جودة العمل وسرعة الأداء وتطوير الخطاب الإعلامي شكلاً وموضوعاً وإعلاء قيمة المصداقية والموضوعية والحيادية في التعامل مع الأحداث . وأضاف أن المستقبل الأمثل لوكالات الأنباء العربية يعتمد كذلك على تنويع الخدمات الإعلامية التي تقدمها وكالات الأنباء واستحداث خدمات جديدة تحقق لها تواجداً قوياً على الساحة وتجتذب لها جماهيراً جديدة وتعزيز تواصلها مع المواطنين، وتعزيز العناصر المساندة للأخبار مثل الصورة الفوتوغرافية والتلفزيونية والتقاريرالإخبارية المصورة والاهتمام بالتحليلات السياسية والأحاديث الخاصة مع القادة والمسؤولين ، وتكثيف الدورات التدريبية للعاملين في وكالات الأنباء بما يحقق لهم القدرة على الوصول إلى أداء إعلامي متميز والمستوى المطلوب من حيث جودة العمل وسرعة الأداء، إضافة إلى الاستفادة من التجارب الإعلامية الناجحة دولياً وعربياً لتطوير قدرات وأداء وكالات الأنباء العربية . بدوره شدد الأمين العام لاتحاد وكالات الأنباء العربية الدكتور فريد أيار على أن موضوع مستقبل وكالات الأنباء وخاصة في العصر الرقمي يستأثر بالكثير من الاهتمام والدراسة في هذه الحقبة التي تتطور فيها وسائل الإعلام بشكل متسارع معرضة وحدانية جمع وتوزيع المعلومات والأخبار التي تخصصت بها وكالات الأنباء إلى الخطر سيما بعد بروز بدائل كثيرة منها التلفزيون الذي تفوق على الوكالات بإمكانية توزيع الخبر مصحوباً بالصورة بالإصافة للمنصات والمواقع الالكترونية العديدة . وخلص إلى القول أن هذا الواقع استدعى الكثير من وكالات الأنباء إلى تنويع أعمالها وعدم الاقتصار على جمع وتوزيع الأنباء حيث توجه البعض منها إلى التخصص , مشيراً إلى أن التطور التكنولوجي عندما يرتبط بأجهزة الإعلام فإنه سيساهم دون شك في تقدم البشرية من خلال توسيع ونشر المعرفة . بعد ذلك تسلم الشيخ مبارك دعيج الإبراهيم الصباح وسام تظاهرة صفاقس عاصمة للثقافة العربية 2016م ، الذي قدم لاتحاد وكالات الأنباء العربية بمناسبة انعقاد الندوة . إثرها بدأت مناقشة المحور الأول للندوة الذي حمل عنوان " وكالات الأنباء الوطنية والسياقات الجديدة للمشهد الإعلامي " برئاسة رئيس اتحاد وكالات الأنباء العربية المدير العام لوكالة الأنباء الكويتية ، حيث تناول عدة موضوعات تتعلق بالمواثيق التحريرية والحق في النفاذ إلى المعلومة ، وموضوع إدارة التحرير والتكيف مع مقتضيات التحول الرقمي قدمه الرئيس المدير العام لوكالة الأنباء الإيطالية ضيف شرف الندوة ، إلى جانب التحديات الجديدة في السياق المعاصر لوكالات الأنباء .