اجمع مثقفون وأدباء شاركوا في فعاليات سوق عكاظ في دورته العاشرة على أن السوق بفعالياته الثرية والمتعددة يمثل رافدًا أصيلًا للثقافة العربية ويخلق حراكًا كبيرًا في أوساط الشعراء والمثقفين ورواد الكلمة الذين اجتمعوا تحت هذه المظلة التنويرية في هذا الموقع التاريخي، وأنه يمثل القلب النابض للثقافة العربية، وأشاد المشاركون بالجهود الجبارة التي لمسوها من خلال الاستقبال والتنظيم وبرامج الفعاليات والندوات الثقافية والأمسيات الشعرية، مبدين سعادتهم وتشرفهم في المشاركة بهذا الحدث الثقافي الكبير. من جانبه قال مدير مهرجان الشارقة للشعر العربي محمد البريكي إن سوق عكاظ هو رمز الأدب عند العرب في جاهليتهم، واليوم تزدهي هذه السوق في ثوبها الجديد لتتواصل الثقافات العربية وتلتحم القصيدة من جديد بجمهورها العريق. مضيفاً أن السوق يحتضن من خلال فعالياته وبرامجه تراثاً وشعراً وأدباً وحياة نابضة تجدد الطبيعة العربية وتعيد الشعر خاصة إلى أهله. ويرى البريكي أن السوق يحمل كل الخير للعرب منذ أن برعوا قديماً في استخدام اللغة ووصلوا بها إلى حد خارق في التأويل والتناغم مع مادتها الثرية. مبيناً أنه تجديد للسيرة الأدبية وبستان عامر بكل ألوان القصيدة التي تتوهج في حضرته وتنسجم مع قدسية المكان. وأكد الباحث الفني المغربي بنيونس عميروش الذي يحضر سوق عكاظ للمرة الأولى أن المشاركة في موسم ثقافي تاريخي عربي بهذا القدر هو شرف لكل مثقف ومفكر ومبدع ، مشيراً إلى أنه ملتقى للأدباء والشعراء والكتاب والمبدعين. واستطرد عميروش : إن كل مبدع عربي أصبح يتشوق لحضور سوق عكاظ، فالمشاركة بمثابة فرصة ثرية للتزود الثقافي والمعرفي والاستفادة من تجارب عربية مختلفة. لافتاً إلى الجهود الجبارة التي لمسها من خلال الاستقبال والتنظيم وبرامج الفعاليات والندوات الثقافية والأمسيات الشعرية، مضيفا أن هناك تقدم سنة بعد سنة في التنظيم على مستوى الشكل والجوهر وجودة المشاركين . أما الباحث الهندي محمد عزيز شمس الحق، فوصف حضوره ومشاركته في سوق عكاظ بالحدث السعيد بالنسبة له، موضحاً أنه سمع وقرأ عن السوق أخباراً كثيرة خلال الدورات الماضية مما جعل حضوره إلى السوق أمنية تحققت هذا العام. وأضاف شمس الحق، الذي يشارك في ندوة المخطوطات المهاجرة، بأن عكاظ مناسبة ثقافية يجتمع فيها الناس ويتبادل فيها المثقفون أمور الثقافة والآراء، فالسوق معناه تبادل للأشياء سواء المادية أو التراثية والثقافية والفكرية والأدبية وما إلى ذلك. مشيداً بالجهود الكبيرة التي يلمسها من القائمين على السوق خصوصاً فيما يتعلق بالارتقاء الثقافي والأدبي للعرب وللمهتمين بالتراث العربي العالمي. وعبرت الشاعرة المغربية حياة نخلي عن سعادتها بالمشاركة الأولى لها في الدورة العاشرة لسوق عكاظ، وقالت: يسعدني التقائي بالشعراء والتعرف على الجمهور وكيفية تعاطيهم مع القصيدة الحديثة. وأضافت بأن سوق عكاظ احتفالية كبيرة وتظاهرة شعرية من أنحاء العالم العربي ويجمع أنواع القصيدة العربية، مبينة بأنه سيقدم الكثير للثقافة العربية، موضحة بأن جمع ومشاركة هذا العدد الكبير من المثقفين والشعراء على أرض تاريخية سيسهم في الحراك الشعري بين الشعوب العربية. وبين الشاعر السوري محمد البقاعي أن السمعة الطيبة لإنجازات سوق عكاظ التي تحققت خلال الدورات السابقة تجعل الإنسان العربي يسعد بالمشاركة في الفعالية التي خرجت من إطار المحلية إلى العربية والعالمية، ويتشوق إلى المشاركة فيها والالتقاء بالشعراء والأدباء من مختلف الأوطان. مضيفاً بأن سوق عكاظ يدخل الحياة اليومية ويتمسك بالتراث وهذا ما يدفع كل مثقف إلى الحرص للمشاركة فيه، حيث إنه أضحى عنواناً للثقافة العربية. مؤكداً أن تطور سوق عكاظ وعراقته في الحاضر من خلال رعاية المملكة له؛ وليس بمستغرب على بلد تعنى بالأدب والثقافة وترعى المبدعين والمتميزين، وخصوصاً عندما يشرف على هذه التظاهر الثقافية أمير الشعر والأدب.