أكد معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس أن من فضل الله على بلادنا ما ميزها به من تحكيم الكتاب والسنة والعناية بالعقيدة وتطبيق الشريعة وخدمة الحرمين الشريفين وما منّ به عليها من ولاة أمر لهم مع الوفاء والود لمواطنيهم والحكمة في التصرف والعزيمة على الرشد في كل ما يخدم البلام والعباد وكل ما يضمن السعادة والهناءة والكرامة للحاضر والباد . وقال في تصريح لوكالة الأنباء السعودية : إن ما خُصّص له جلسة مجلس الوزراء برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - من النظر في المشروع التاريخي العظيم مشروع رؤية المملكة العربية السعودية (2030) الذي تضمنه خطاب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الملكي ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية - وفقه الله -، وذلك بقيام مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية بوضع الآليات والترتيبات اللازمة لتنفيذ هذه الرؤية وقيام الوزارات والأجهزة الحكومية باتخاذ ما يلزم لتنفيذها . وأضاف : إن مما يُشعر كل مواطن بالفخر والعز والأمن والاطمئنان ما وجَّه به خادم الحرمين الشريفين ، في رئاسة مجلس الوزراء اليوم للنظر في هذا المشروع بقوله " أيها الأخوة والأخوات لقد قامت دولتكم على أسس من التمسك بكتاب الله وهدي نبيه محمد صلى الله عليه وسلم , وهي مهد الرسالة ومهبط الوحي شرفها الله بخدمة الحرمين الشريفين , ولقد وَضَعتُ نصب عيني منذ أن تشرفت بتولي مقاليد الحكم السعي نحو التنمية الشاملة من منطلق ثوابتنا الشرعية وتوظيف إمكانات بلادنا وطاقاتها والاستفادة من موقع بلادنا وما تتميز به من ثروات وميزات لتحقيق مستقبل أفضل للوطن وأبنائه مع التمسك بعقيدتنا الصافية والمحافظة على أصالة مجتمعنا وثوابته ومن هذا المنطلق وجهنا مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برسم الرؤية الاقتصادية والتنموية للمملكة ". وأكد معاليه أن أهم ما تتميز به الرؤية قيامها على مرتكزات عظيمة أهمها العمق العربي والإسلامي والمكانة التاريخية والاستراتيجية لهذه البلاد المباركة فهي مهبط الوحي ومنبع الرسالة وموئل الحرمين الشريفين وقاصديهما ومهوى أفئدة المسلمين من الحجاج والمعتمرين والزائرين وهذا هو الاستثمار الحقيقي وما يصحب ذلك من برامج في خدمة المعتمرين والزائرين لقيام المتحف الإسلامي العالمي الذي يرسم صورة الإسلام الحق ويترجم عن النموذج المشرق لهذه البلاد المباركة وكذا التوسع في أعداد المعتمرين والزائرين بعد انتهاء المشرعات والتوسعات في الحرمين الشريفين لتقدم لهم الخدمة على خير وجه وأحسن مستوى في منظومة الخدمات كافة . وأردف معالي الشيخ السديس قائلا : كما أن هذه الرؤية المباركة التي أعلن عنها سمو ولي ولي العهد رؤية المملكة العربية السعودية 2030 لتمهد لتغيرات اقتصادية جذرية تقلل من اعتماد المملكة على النفط وفي ظل أسعاره المنخفضة ، كما أنها تعد تحولا وطنياً في طريق أكبر الخطوات الإصلاحية في اقتصاد المملكة فهي الطريق إلى تنويع مصادر الدخل وتحديثه وتشمل إطلاق صندوق سيادي سيكون الأكبر في العالم وستجعل الاستثمارات مصدر الدخل الحكومي السعودي وليس النفط - كما أن هذه الرؤية بعون الله تهدف إلى نقل الدولة في مختلف اختصاصاتها إدارياً ومالياً إلى دولة عصرية تجمع بين الأصالة والمعاصرة متكاملة الكيانات تتواكب منها التغيرات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية مع تمسكها بالأصول والثوابت . وأفاد معاليه أن الخطة التنموية ستكون الأكثر جرأه والأكثر شمولاً بتاريخ المملكة مما يجعلها جسراً لنقل التقنية والاستفادة من المميزات التنافسية للاقتصاد السعودي ويدخل بالمملكة إلى عصر اقتصاد السوق الحر مما ينعكس على تحسين مستويات الدخول على جميع أبناء الوطن والذين اعتادوا على المداخيل الهائلة التي وفرتها الوفرة النفطية . واختتم معاليه تصريحه قائلا : فلله الحمد والمنة على متوالى نعمه ومدرار آلائه على هذا العطاء الممنوح والفضل الذي يغدو ويروح وإننا في الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وفور صدور هذه الرؤية سنعمل جاهدين من خلال فرص العمل المتواصلة على تحقيق هذه الرؤية المباركة كما أننا باسم جميع منسوبي الرئاسة لنهنئ المقام الكريم على هذا الإنجاز التاريخي والفتح العظيم ونشيده بهذه الخطوة المباركة والنقلة العظيمة , ونسأل الله عز وجل أن يمنح خادم الحرمين الشريفين الصحة والعافية وأن يمده بحلل السلامة الصّافية ويجزيه خيراً على هذه الرؤية المتميزة وأن يجعلها خيراً وبركة على البلاد والعباد ويشد أزره بسمو ولي عهده , وسمو ولي ولي عهده وإخوانه الميامين المخلصين وأعوانه الصادقين , وأن يديم على بلادنا نعمة الأمن والإيمان والرخاء والازدهار , ويحفظها من كيد الأشرار إنه ولي ذلك والقادر عليه .