اتفق خبراء ومؤرخون على ان إنشاء أكبر متحف إسلامي بالمملكة والذي اعلن عنه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي ولي العهد النائب الثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع «حفظه الله» ضمن رؤية المملكة والتحول «2030» التي وافق عليها مجلس الوزراء في جلسته الأسبوع الماضي برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز «حفظه الله»، سيمثل نقلة نوعية لآثار وتاريخ الجزيرة العربية، وسيسهم في رسم صورة الإسلام الحق وترجمة نموذج مشرق لهذه البلاد المباركة. نقلة نوعية ويعد المتحف نقلة نوعية للآثار الإسلامية وما قبل الإسلام في المملكة ويتحدث عن تاريخ الجزيرة العربية والذي امتد لآلاف السنين ، لاسيما منذ بداية الإسلام. مصدر دخل وتوقع كتاب ومؤرخون أن المتحف الإسلامي سوف يحدث نقلة نوعية للمتاحف الإسلامية وسيكون بمثابة مصدر دخل اقتصادي كبير للمملكة لاسيما في فترة موسم الحج والعمرة والذي تستقبل فيه المملكة مئات الآلاف من الزائرين من شتى بقاع العالم. مرتكزات عظيمة وأوضح الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، أن أهم ما تتميز به الرؤية «2030» هو قيامها على مرتكزات عظيمة أهمها العمق العربي والإسلامي والمكانة التاريخية والاستراتيجية لهذه البلاد المباركة فهي مهبط الوحي ومنبع الرسالة وموئل الحرمين الشريفين وقاصديهما ومهوى أفئدة المسلمين من الحجاج والمعتمرين والزائرين وهذا هو الاستثمار الحقيقي وما يصاحب ذلك من برامج في خدمة المعتمرين والزائرين لقيام المتحف الإسلامي العالمي الذي يرسم صورة الإسلام الحق ويترجم نموذجا مشرقا لهذه البلاد المباركة، وكذا التوسع في أعداد المعتمرين والزائرين بعد انتهاء المشروعات والتوسعات في الحرمين الشريفين لتقدم لهم الخدمة على خير وجه وأحسن مستوى في منظومة الخدمات كافة. الكتاب والسنة وقال د. السديس: «إن من فضل الله على بلادنا ما ميزها به من تحكيم الكتاب والسنة والعناية بالعقيدة وتطبيق الشريعة وخدمة الحرمين الشريفين، وما منّ به عليها من ولاة أمر لهم مع الوفاء والود لمواطنيهم والحكمة في التصرف والعزيمة على الرشد في كل ما يخدم البلاد والعباد، ومن ذلك تخصيص جلسة مجلس الوزراء للنظر في المشروع التاريخي العظيم «رؤية المملكة 2030» الذي تضمنه خطاب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية «وفقه الله»، وامر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز «يحفظه الله»، بتكليف قيام مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية بوضع الآليات والترتيبات اللازمة لتنفيذ تلك الرؤية وقيام الوزارات والأجهزة الحكومية باتخاذ ما يلزم لتنفيذها». تغيرات جذرية وأوضح د. السديس أن هذه الرؤية المباركة للمملكة العربية السعودية 2030 والتي أعلن عنها سمو ولي ولي العهد، تمهد لتغيرات اقتصادية جذرية تقلل من اعتماد المملكة على النفط وفي ظل أسعاره المنخفضة، كما أنها تعد تحولاً وطنياً في طريق أكبر الخطوات الإصلاحية في اقتصاد المملكة، فهي الطريق إلى تنويع مصادر الدخل وتحديثه وتشمل إطلاق صندوق سيادي سيكون الأكبر في العالم وستجعل الاستثمارات مصدر الدخل الحكومي السعودي وليس النفط، كما أن هذه الرؤية «بعون الله» تهدف إلى نقل الدولة في مختلف اختصاصاتها إدارياً ومالياً إلى دولة عصرية تجمع بين الأصالة والمعاصرة متكاملة الكيانات تتواكب منها التغيرات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية مع تمسكها بالأصول والثوابت. قبلة المسلمين وأكد رئيس قسم السياحة والآثار في جامعة جازان الدكتور فيصل بن علي طميحي، أن رؤية المملكة والتي أعلن عنها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع «حفظه الله» خطوة رائعة ومبشرة بالخير، مبينا أن الامر المتعلق بإنشاء متحف اسلامي كبير على مستوى المملكة العربية السعودية ، سيخدم الآثار بصفة عامة في جميع تخصصاتها، ومنها آثار ما قبل التاريخ والعصور التاريخية والعصور الإسلامية، منوها إلى أنه، وكما تساءل سمو ولي ولي العهد: «هل يعقل أن تكون المملكة العربية السعودية قبلة المسلمين لا يوجد فيها متحف إسلامي ؟»، وتأكيد سموه أن المتحف الذي ستتم إقامته بالمملكة سيكون الأكبر في العالم. حجاج ومعتمرون واشار طميحي إلى أنه حينما يأتي الحجاج والمعتمرون والزوار والسياح من خارج المملكة للزيارة يرغبون في الوقوف على مثل هذه الآثار الثمينة «التي لا تقدر بثمن» وتعود إلى عصور تاريخية مختلفة، ومن الصعوبة ألا يكون هناك متحف إسلامي أو وطني ترتبط جميع مقتنياته أو متعلقاته بهذا الإرث الحضاري الكبير للمملكة العربية السعودية. إرث كبير وتوقع د. طميحي أن يشهد المتحف الإسلامي في كل جزء أو جناح منه تمثيلا لكل منطقة من مناطق المملكة، فعلى سبيل المثال جزء يمثل المناطق الشمالية وجزء المناطق الجنوبية وجزء المنطقة الوسطى وجزء المنطقة الشرقية وجزء للمنطقة الغربية وهكذا، إلا أنه يغلب على هذا المتحف ما له علاقة بالإرث الإسلامي، وهو إرث غزير وكبير يزيد عمره على 1400 عام ، لاسيما عندما تتصور كما ذكر سمو ولي ولي العهد انه حينما تتجه الافئدة والقلوب والأبصار إلى مكةالمكرمة والبقعة المقدسة وهذه جزء من المملكة ومن الصعوبة ألا نجد هذا الإرث الحضاري الكبير في متحف يجمع كل هذه الشواهد الاثرية الحضارية. نقلة نوعية واشار الكاتب والشاعر أحمد السيد عطيف، الى أن المتحف الاسلامي الذي أعلن عنه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع «حفظه الله» ضمن رؤية المملكة 2030 ، سوف يحقق نقلة نوعية للمتاحف الوطنية على مستوى المملكة، مبينا أن المتحف سوف يكون له مردود كبير في الحفاظ على الآثار الإسلامية وعصر «ما قبل الإسلام» المنتشرة في جميع مناطق المملكة، لاسيما منطقة جازان التي تزخر بآثار كثيرة ونادرة في نفس الوقت، ومنها ما اهتمت به الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، من خلال تسويرها للحفاظ عليها من عبث العابثين ومحاولات إتلافها من قبل أشخاص لا يستشعرون مسؤولية الحفاظ على آثار آبائهم واجدادهم، مؤكدا ان هناك بعض الآثار نالتها يد التدمير لعدم تسويرها. بداية انطلاقة وأضاف «عطيف» أن المتاحف الوطنية تزدهر في جميع دول العالم، بل أصبحت تقدم لهذه الدول مردودا اقتصاديا كبيرا من قبل السياح والمهتمين بالآثار الذين يأتون إليها من كل بقاع العالم لمشاهدتها والتعرف عليها ، نظرا لاهميتها الكبيرة سواء للسائح أو الدولة التي أولت لها اهتمام ، ووهو ما سوف يحدث للمتحف الإسلامي الذي أعلن عنه ، وسيكون بداية لانطلاقة المتاحف الإسلامية داخل المملكة وخارجها والاهتمام بها تحتويه من تاريخ كبير وعريق يكشف عن الوجه الحقيقي للإٍسلام وما وصل اليه المسلمون من ثقافة وتطور. القرى التراثية وجهة المهتمين بدراسات التاريخ الإسلامي الآثار شاهد عيان على حضارة ممتدة لآلاف السنين مدينة خيبر في المدينةالمنورة غنية بالآثار الإسلامية