دعا منسق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا يعقوب الحلو إلى التوصل لحل سياسي للصراع السوري ووقف هذه الأزمة الإنسانية التي يدفع السوريون فيها ثمن الأخطاءالسياسية . وقال الحلو في مؤتمر صحفي عقد اليوم في جنيف أن نصف سكان سوريا نزحوا من منازلهم وأن الأزمة الإنسانية التي تشهدها البلاد هي الأسوأ في القرن الحادي والعشرين ، مطالبا جميع الأطراف بوقف الهجمات على المدارس والمستشفيات ومقدمي الرعاية الصحية . وأضاف المنسق الأممي أن 4،5 مليون سوري لا يمكن الوصول إليهم لتقديم الإغاثة والمساعدات التي هم في أمس الحاجة لها، مشددا على أن الحل في سوريا يجب أن يكون سياسيا. وقالت ممثلة منظمة اليونيسيف في سوريا هناء سنجر من جهتها، أن الحرب في سوريا لها تأثير عميق على الأطفال حيث فقد قطاع التعليم أكثر من 15 ألف معلم إما قتلوا أو أجبروا علي الفرار ، وأن سوريا فقدت كل ما حققته من تقدم في مجال التعليم وبدلا من تواجد أطفالها في مدارسهم فقد أصبحوا الآن طرفا في الحرب على خطوط المواجهة وفي نقاط التفتيش ويقومون بعمليات قتل وإعدامات . وأضافت سنجر أن سوريا أصبحت أخطر مناطق العالم بالنسبة للأطفال وأن 50 % من أطفالها لا يتلقون اللقاحات اللازمة ، ويموتون جوعا في مضايا . وطالبت ممثلة اليونيسيف كل من له تأثير علي الأرض بالسماح للمنظمات الإنسانية بالقيام بعملها للوصول إلي ملايين السوريين الذين يعانون أزمة إنسانية غير مسبوقة. وأوضحت ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا إليزابيث هوف بدورها، أن 60% من المستشفيات هناك دمرت بالكامل وغادر البلاد 50 % من مقدمي الرعاية الصحية ، مشيرة إلى أن المنظمة تواجه تحديات هائلة في سوريا في ظل نقص المعدات الطبية والجراحية ، وأن قوات الأمن السورية في حمص تأخذ المعدات التي في حوزة موظفي المنظمة . وطالبت إليزابيث بالسماح بتلقيح الأطفال في سوريا لحمايتهم من الأمراض التي يصابون بها بسبب عدم التحصين ضدها ، وقد إتضح ذلك جليا عند تفشي شلل الأطفال وإصابة 36 حالة ، كما نواجه الآن مشكلة مرض الحصبة وأمراض أخرى بسبب عدم تلقيح الأطفال . وشددت على ضرورة السماح بحملات تلقيح في الشوارع للوصول إلى 9 مليون طفل سوري ، كما طالبت بهدنة تسمح بذلك، خاصة وأن مستلزمات التلقيح واللقاحات موجودة في سوريا لكن الظروف الأمنية تحول دون القيان بذلك . وأضافت أن في مضايا التي يسكنها 40 ألف نسمة هناك طبيبان فقط يقومان بتقديم الرعاية الصحية . وقال مدير عمليات الشؤون الإنسانية في نيويورك من جانبه، أن الأزمة الإنسانية التي تشهدها سوريا هي الأكبر في العالم بالنظر إلى الفظائع التي نشاهدها كل يوم ، وأن السوريون بدأوا يفقدوا الأمل ، وعمال الإغاثة يموتون لإنقاذ غيرهم ويخاطرون بحياتهم لقيادة قوافل المساعدات الإنسانية . وأضاف أن إدارة الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية أبلغت مجلس الأمن بذلك ومازال عمال الإغاثة يموتون كل يوم . ووجهت عدة منظمات دولية إنسانية مناشدة للأطراف التي ستشارك في مباحثات جنيف حول سوريا هذا الأسبوع بضرورة وقف الاعمال العسكرية ووقف تجويع السوريين المحاصرين ووقف الهجمات علي المدارس والمستشفيات وهدم الحائط الذي يحول بين عمال الإغاثة والمساعدات الإنسانية وبين السوريين الذين هم في أمس الحاجة لها.