نظم النادي الأدبي بتبوك مؤخراً محاضرة بعنوان "أدب الميديا بين الإبداع والتلقي"، قدمتها الناقدة والأكاديمية مستورة العرابي ، وذلك بقاعة محمد عمر عرفة بمقر النادي . واستهلت المحاضرة بالحديث عن أساليب التواصل الكلاسيكي عبر مراحل الأدب ، ورأت العرابي أن تاريخ الأدب العربي يمتلك حيلاً وأساليبًا ذكية في التواصل والتفاعل مع المتلقي كطريقة الزيّ والسيطرة على مشاعر المتلقي بحسن الإلقاء وتأثير الإيقاع في القصيدة القديمة ودورها في انتقال رحلة الشعر وبقائه في الذاكرة الجمعية ، وفي المرحلة الكتابية من مراحل الأدب تناولت محاور الصوت والصورة لإنتاج نص مبني على التشكيل البصري من أجل إرساء ثقافة التواصل . وبيّنت العرابي في المحور المرتبط بعنوان المحاضرة أثر العولمة والفيضان التقني على الإبداع عموما وعلى الأدب خاصة تشكيلا ورؤية سواء أكان في آليات الإبداع أم التلقي أم في خلق أجناس إبداعية جديدة ، بعد أن أوضحت المقصود بأدب الميديا وقارنت بين نص الميديا والنص الورقي الذي مر بمصافي النشر وليس بالاستطاعة الحذف منه أو الزيادة فيه . وتناولت العرابي التطورات التقنية لخدمة الأدب والإبداع في الأدب الغربي وإفادتهم من الفنون البصرية والموسيقية والتشكيلية وأشكال الجرافيك وغيرها في خدمة المنجز الإبداعي لديهم . وفي الأدب العربي أشارت إلى تأثير التقنية من خلال المزج بين الحرف والصورة والإيقاع وغيرها من المؤثرات لإنتاج نص حيوي جديد يمتلك صفة التفاعلية ، ثم وقفت على إفادة الأدباء السعوديين من المنجز التقني . وأفادت أن أبرز صور التفاعل على الميديا عند الأدباء السعوديين كالومضة الشعرية والقصة القصيرة جداً على موقع تويتر، ومجموعة القصة العربية ، كما أشارت إلى النشاطات الأدبية على هذه المواقع كالهاشتاقات الأدبية وحسابات الأدباء والمتخصصين في الجانب الإبداعي وبيت المثقفين العرب وكرسي الأدب وعالم الرواية وموقع القصيدة كوم مما يشير إلى الالتفات لأهمية التواصل الرقمي وضرورة التفاعل لخدمة المنجز الإبداعي . وختمت العرابي المحاضرة بأن هذه المواقع أتاحت الفرصة للمواهب الشابة لنشر إبداعها في فضاء الميديا وتوجيهها للمسار الصحيح . وفي الختام تم فتح باب المداخلات مع الحضور .