أكدت الناقدة مستورة العرابي أن مواقع التواصل الاجتماعي أتاحت الفرصة للمواهب الشابة لنشر إبداعاتها في فضاء (الميديا) وتوجيهها للمسار الصحيح، ولكنها تؤكد أنه كما لهذه المواقع جوانب إيجابية فإن لها جانبا سلبيا يتمثل في ولادة شعراء وهميين، وبروز طبقة من النقاد الوهميين الذين يهللون للوهم، ويجاملون على حساب الإبداع الحقيقي، وهذا يشوه المشهد الإبداعي والخلط بين الجيد والرديء. وأوضحت، في محاضرتها (أدب الميديا بين فتنة الإبداع والتلقي) في نادي تبوك الأدبي، أن الإعلام الجديد نقل المبدع من فضاء الاحتكار إلى فضاء الانتشار، مبينة أن التطور التقني خدم الأدب والإبداع عند الغربيين بالاستفادة من الفنون البصرية والموسيقية والتشكيلية والجرافيك وغيرها في خدمة المنجز الإبداعي. وبينت العرابي أن التاريخ الأدبي العربي يمتلك حيلا وأساليب ذكية في التواصل والتفاعل مع المتلقي كطريقة الزي والسيطرة على مشاعره بحسن الإلقاء وتأثير القصيدة ودورها في انتقال رحلة الشعر وبقائه في الذاكرة. ورأت أن الأدباء السعوديين استفادوا من المنجز التقني باحتشام، بسبب علاقتنا مع التقنية وعدم الجرأة في التفاعل مع غير المألوف، ملقية باللوم على الجامعات التي لم تقم بتدريسه باعتباره مطلبا حضاريا بامتياز. وألمحت إلى أن أبرز صور التفاعل مع (الميديا) عند الأدباء السعوديين كالومضة الشعرية والقصة القصيرة جدا عبر (تويتر)، ومجموعة القصة العربية على (الواتس اب)، والنشاطات الأدبية على هذه المواقع ك(الهاشتاقات) الأدبية وحسابات الأدباء والمتخصصين في الجانب الإبداعي، مبينة أن ذلك يشير إلى الالتفات لأهمية التواصل الرقمي وضرورة التفاعل لخدمة المنجز الإبداعي.