اختتمت اليوم ندوة "الآفاق السياحية"، التي تنظمها المنظمة العربية للسياحة بمحافظة الطائف أعمالها بجلستي عمل، من خلال أوراق عمل لعدد من ضيوف الندوة ومنها "مقومات وإمكانية صناعة السياحة في السودان" للدكتور علي محجوب من جامعة الزعيم الأزهري بالسودان، التي تحدث فيها عن التحول الاقتصادي الكبير الذي حدث من عهد النهضة في أوروبا مما أدى إلى تحول اجتماعي وثقافي نتج عنه آفاق واسعة في حياة المجتمعات نتيجة التطور الاقتصادي وتوفير فرص العمل. وبيّن الدكتور محجوب أن تلك العوامل دفعت الكثير من الدول إلى الاهتمام بموجوداتها السياحية من مقاصد الجذب وثقافات تاريخية واجتماعية وهبات الطبيعة في صورها المتعددة، مما ساعد في تصاعد نمو حركة السياحة وتنميتها في بنيتها التحتية والفوقية والأساسية. وأشار إلى أن جمهورية السودان سعت لاستغلال مواردها السياحية من حيث تطوير بنيتها وترويجاً للاستثمار فيها، من خلال اعتبارها دولة متفردة في موقعها الجغرافي، ومساحتها الشاسعة التي جعلتها تتميز بأقاليم مناخية مختلفة تتراوح ما بين الاستوائي والصحراوي، ووجود نهر النيل الذي يمر بها، إضافة إلى نشوء الحضارات القديمة بعمارتها وعمرانها على مر التاريخ. بعد ذلك قدم الدكتور محمد حمادي من وزارة التعليم العالي بموريتانيا ورقة لمناقشة مهرجان المدن القديمة في موريتانيا ودوره في تنشيط السياحة والاقتصاد المحلي وإحياء التراث الثقافي والفلكلور الموريتاني، وبينّ فيها أن موقع موريتانيا الجغرافي يعد رابط بين العالمين العربي والإفريقي من حيث التشكيل السكاني المتنوع من العرب والبربر والزنوج الأفارقة. وكشف الدكتور حمادي أن الحكومة الموريتانية تبنت إستراتيجية في مجال السياحة تقضي بتشجيع نمط سياحي معتدل ومتجانس ومحفز لمنتجات سياحية أصيلة وذات جودة عالية تبرز المقومات الطبيعية والتراث الاجتماعي، موضحاً أن المدن التاريخية شكلت مراكز إشعاع ثقافي وحضاري مهم منذ عدة قرون مضت. وأبان أن تلك المدن تعد محطات على طرق القوافل التجارية التي كانت تجوب الصحراء الإفريقية، مما ساعد في نشر الثقافة العربية الإسلامية، مشيراً إلى أن هناك عوامل أدت إلى ضعف السياحة في موريتانيا منها الجانب الأمني، والسياحة الانتقائية التي حدت كثيراً من عدد السائحين. // يتبع // 12:57 ت م تغريد