شهدت العاصمة الموريتانية نواكشوط أخيرا تأسيس هيئة ثقافية وعلمية تحمل اسم "مؤسسة بلاد شنقيط للثقافة والتنمية" يترأسها العلامة محمد المختار ولد أباه رئيس جامعة شنقيط العصرية. ومن المنتظر أن تعقد المؤسسة جمعيتها العامة بمدينة شنقيط التاريخية نهاية الشهر الجاري، حيث يُنتخب المكتب التنفيذي، واللجان الرئيسية التي ستنبثق عنه، إضافة إلى نقاش النظام الداخلي للمؤسسة والوثائق الرسمية. ويقول القائمون على المؤسسة: إنها تهتم بالنهوض بالتراث الثقافي وتعزيز التنمية الثقافية الشاملة في كل أنحاء موريتانيا وخاصة في المدن التاريخية وحواضر الداخل التي تعاني من العزلة والفقر وهجرة السكان. وقال الناطق الإعلامي باسم المؤسسة سيدي ولد أمجاد: إن لقاء المؤسسة في شنقيط سيبدأ من 30 إلى 31 ديسمبر الجاري بندوة تحت عنوان "التراث والتنمية" يرأس أعمالها رئيس المؤسسة الدكتور محمد المختار ولد أباه. وبدأت لجنة الاستقبال في التحضير للندوة العلمية لمؤسسة بلاد شنقيط للثقافة والتنمية وأعمال جمعيتها العامة الأولى، وكانت اليونسكو قد صنفت مدينة شنقيط وثلاث مدن تاريخية أخرى وودان وتشيت وولاتة، ضمن التراث العالمي، اعترافا بما أسهمت به هذه المدن العريقة في الحضارة الأفريقية من فن معماري ومخطوطات نادرة ومعالم متميزة. وشكلت هذه المدن منارة للإشعاع الثقافي والفكري وساهمت في إنعاش الحركة العلمية في الصحراء، لكنها تعاني اليوم من التهميش والإهمال الحكومي، مما حدا بالمثقفين والباحثين إلى تأسيس جمعيات ومؤسسات بهدف صيانة وحماية التراث في هذه المنطقة وترميم المدن الأثرية القديمة.