تنظم موريتانيا مهرجان المدن القديمة احتفاء بتاريخ هذه الحواضر ودورها في نشر العلم والدين بغرب إفريقيا، وتهدف هذه التظاهرة التي تنطلق اليوم وتستمر حتى 10 فبراير في مدينة وادان، إلى إبراز التراث المادي وغير المادي للمدن الأربع التاريخية القديمة بموريتانيا وهي شنقيط ووادان وتشيت وولاته، وتثمين الدور الفكري والثقافي والعلمي والتجاري الذي ما فتئت تساهم به هذه المدن في عملية إشعاع الثقافة الإسلامية وتكوين الأمة الموريتانية. ويأتي تنظيم الدورة الثانية للمهرجان بعد نجاح الدورة الأولى التي احتضنتها مدينة "شنقيط"، في رد الاعتبار للتراث المعماري والثقافة الموريتانية في هذه المدن التاريخية التي أصبحت مهددة بالانقراض، وسطرت وزارة الثقافة برنامجا حافلا بالنشاطات الثقافية والفكرية خلال هذه الدورة يتضمن محاضرات حول تاريخ هذه المدن الضاربة في القدم، وندوات عن علمائها وتراثها وطرق تنميتها وتطويرها. كما يتضمن البرنامج تنظيم عروض تراثية فنية ومسابقات في القرآن الكريم والثقافة والرماية والسباقات والألعاب التقليدية وعروض للأفلام التسجيلية، وصولا إلى العودة إلى زمن قوافل الملح والتبادل التجاري في الصحراء، بتنظيم قافلة من 40 جملا محملة بكميات من الملح والتمر والقمح والشعير قاطعة المسافة بين مديني شنقيط وودان في مسعى يعيد محاكاة التاريخ والقوافل القديمة. ويشارك في المهرجان كوكبة من الأدباء والمفكرين والمؤرخين والمهتمين بمجال التراث المعماري وممثلين عن المدن القديمة، حيث يساهم كل في مجال تخصصه في اثراء المحاضرات والنقاشات التاريخية والفكرية والإلقاءات الشعرية والحكايات الشعبية التي ينظمها المهرجان. ويشكل مهرجان المدن القديمة مناسبة لإبراز الجوانب التراثية التقليدية للمجتمع الموريتاني من خلال أنماط الصناعات التقليدية والرقصات الشعبية الفلكلورية والمسابقات التراثية خاصة مسابقة الشعر الشعبي. ويخصص المهرجان الجزء الأكبر للأمسيات الشعرية والندوات والمحاضرات التي ستركز على الأبعاد المختلفة لتاريخ وثقافة مدينة وادان من خلال ابراز ملامح التاريخ الأدبي والثقافي للمدينة والتحولات التي شهدتها علميا واجتماعيا، وتقديم نماذج لعلمائها ومشايخها وقضاتها.