نوه المشرف على كرسي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لدراسات تاريخ مكةالمكرمة الدكتور عبدالله بن حسين الشريف بمايزخر به سوق عكاظ من مخزون تراثي يجسد التاريخ بكل أبعاده منوهاً باهتمام حكومة المملكة بالسوق ذو الأهمية الكبيرة في الذاكرة الإسلامية والعربية والذي قام منذ 1000 عاماً . وأكد أن اهتمام المملكة بمثل هذه الملتقيات والفعاليات ويأتي في مقدمتها إطلاق مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز الحضاري الذي يدلل على رعايته واهتمامه - أيده الله - بالتراث الثقافي والآثاري في المملكة مشيراً إلى أن الرعاية بالتراث لا تقتصر عند هذا الحد لتكمن دعم الدولة للمخزون الثقافي في النهوض بسوق عكاظ باعتباره سوقاً عربياً إسلامياً جاهلياً وسوقاً شاملاً تجارياً وثقافياً واقتصادياً وأدبياً وسياسياً تجتمع فيه القبائل العربية وهم في طريقهم للحج ، إضافة إلى كونه منبراً إعلامياً يتنافس فيه الشعراء والأدباء والخطباء ويحكم المحكمون بينهم وتتنافس القبائل في الفروسية العربية والرماية وتعقد وتنقض الأحلاف إلى جانب النشاط التجاري الذي كان يمارس فيه حيث كانت القوافل تأتي إليه من الشام واليمن وبلاد الروم وبلاد فارس . وأشار إلى أن سوق عكاظ يتسم بالبعد التاريخي كونه سوقاً إسلامياً فقد ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم في كتب السيرة أنه يأتي العرب في أسواقهم ومواسمهم للدعوة إلى الله وتعلم القرآن الكريم ، وهذا فيه دلاله أن أسواق العربي كعكاظ وذي المجاز ومجنة في مكةالمكرمة كانت منابر دينية دعوية للمصطفى صل الله عليه وسلم وتعد قيمة كبيرة مهمة يبرزها سوق عكاظ . وقال الدكتور الشريف: نجد السوق منبراً أدبياً وثفافياً وإسلامياً في العصر الحاضر كما كان في السابق ، فهو يستنطق التاريخ والذاكرة التاريخية والعربية والإسلامية ويحاول عرضها للأجيال المعاصرة حتى يتعرفوا على العمق التراث الثقافي والآثاري وهذا يساعد على الانتماء والولاء والطاعة والوحدة المجتمعية والوطنية التي تعرف بالمكونات والقيمة التراثية التي تجعل هؤلاء الأجيال أكثر اعتزازاً بهذا الوطن ومكتسباته وثوابته التي تجعلنا أكثر حباً للوطن ومحافظين على سلامته وأمنه واستقراره على وحدته في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - إلى جانب دور السوق كمسؤولية في إيصال اللغة العربية إلى الجيل الجديد والتعريف بالتراث. وذكر أنه من خلال التنوع الثقافي الموجود في السوق يدل على إستراتيجية معينة وهي الموروث القديم والمنتديات والمعارض المعاصرة من خلال تلبية ذائقة الشباب بما هو معاصر وإقامة المعارض والندوات الثقافية والأدبية والشعرية والمسرحيات إضافة إلى عرض الموروث القديم سواءً فنياً أو صناعياً يجعل الشباب على إطلاع بالموروث القديم الفكري والمعنوي والثقافي والمحسوس المادي من الصناعات اليدوية وركوب الخيل والإبل والأسواق القديمة مما يجسد الهوية التاريخية . //انتهى// 20:34 ت م NNNN تغريد