أشاد معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة بالدور الكبير الذي قام ويقوم به صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة من أجل إعادة إحياء سوق عكاظ العريق الذي يعتبر من الأسواق التاريخية والمعالم الحضارية التي عرفها التاريخ الإنساني والعربي، مشيراً معاليه إلى أن سوق عكاظ في جانبه التاريخي يجسّد لنا ملتقى العباقرة من كبار الشعراء والأدباء في العصر الجاهلي وما تلاه من عصور ونحن سنعيد تلك المعارف والكنوز الأدبية وإحياء لمشروع الثقافة العربية وتواصل مع التاريخ العريق والتراث الخالد للامة العربية والإسلامية. وتوقع الدكتور خوجة خلال حديثه ل»المدينة» أن تصبح تجربة إعادة إحياء سوق عكاظ أكثر نضجاً مستقبلاً وسيعكس هذا السوق تضافر الجهود مما ينعكس على اقتصاديات المنطقة وسيكون عاملاً كبيراً في إزدهارها. • كيف يرى معاليكم تظاهرة سوق عكاظ بوصفها حدثا ثقافيا وفكريا؟ - الفكرة بحد ذاتها موفقة وتجسيدها على أرض الواقع كي تكون ملموسة ومشاهدة لعموم المثقفين والحاضرين من المهتمين بالإطار الثقافي والاقتصادي والسياحي وهي خطوة رائعة جدا ونحن سنعيش ذكرى رموز عربية في ذاكرتنا الثقافية، كما أن مثل هذه الرموز ستظل في ذاكرتنا تتعرّف عليها الأجيال جيلاً بعد جيل، وهو ما يجعل الموروث الثقافي والبُعد الحضاري قائماً لدى الأجيال المقبلة، وهذا يدل على أشياء حقيقية سترفد فيها الجذور التاريخية الثقافية والفكرية، وسوق عكاظ من الأسواق التاريخية والمعالم الحضارية التي عرفها التاريخ الإنساني والعربي وهو ضمن أسواق عديدة في الجزيرة العربية، ومثل هذه التظاهرة الكبيرة لها دور كبير في النهضة الفكرية والثقافية وإحياء لمشروع الثقافة العربية وتواصل مع التاريخ العريق والتراث الخالد للامة العربية والإسلامية. • هل سيكون لهذه التظاهرة انعكاس على المشهد الثقافي العربي والمحلي؟ - بكل تأكيد لأن هذا محفل ثقافي كبير وسيحضره نخب عربية من مختلف الأقطار، وفي جانبه التاريخي يجسّد لنا ملتقى العباقرة من كبار الشعراء والأدباء في العصر الجاهلي وما تلاه من عصور من خلال سوق عكاظ، فنحن سنعيد تلك المعارف والكنوز الأدبية من خلال التعرّف على «النابغة الذبياني» الذي كان يعد من أبرز الشعراء العرب فقد كان يمثّل مرجعية نقدية ويأتي الشعراء إليه ليحكم لهم فيما بينهم في تصحيح أشعارهم وقصائدهم وكانت له خيمة تنصب له، وكذلك نحن سنعيد قراءة التاريخ الأدبي لشعراء آخرين مثل طرفة بن العبد وزهير بن أبي سلمى وامرؤ القيس وحتى الشاعر مساعد بن ثابت. وأضاف الدكتور خوجة: مثل هذا التجسيد الرائع والإحياء الثقافي يشكّل صورة حقيقية لمعنى المحافظة على التراث العريق للأمة العربية، ولعل أغلب المشاريع الثقافة في العالم تقوم بمراجعة التراث وإحياء القديم من خلال الاستلهام والابتكار وتأهيله في ثقافتنا المعاصرة، وهنا ينبغي أن نشيد بالدور الكبير الذي قام به صاحب هذه الفكرة وراعي هذا المشروع صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل رئيس اللجنة الإشرافية العليا وما يقدمه من أفكار وتوصيات في هذا الخصوص. • ماذا تتوقع لهذا المشروع في السنوات المقبلة؟ - أعتقد ان التجربة ستنضج أكثر وسيكون في هذا السوق تضافر للجهود وسينعكس على اقتصاديات المنطقة وسيكون عاملاً كبيراً في إزدهارها وليس في أيام محدودة وهي فترة الفعاليات وإنما يتطور الأمر كي يستمر طوال العام، وسيتعرّف الآخر على هذا المنبر المكان ونحن متفائلون بأن سوق عكاظ سيكون من المعالم الحضارية والثقافية في بلادنا التي سيحرص الآخرون على حضورها، ومثل ما هناك معالم ثقافية وسياحية في العالم، سيكون لدينا مثل هذه المعالم والحضارات، وأنا متأكد أن العمل الثقافي سيتواصل في هذه المنطقة من خلال الاطلاع على البرنامج الذي وُضع لمثل هذا الحدث الكثير، وهذا له أثر كبير سيدركه كل المثقفين العرب في جميع أنحاء العالم العربي، وسيسعى الشاعر لسوق عكاظ من كل حدب وصوب، وسيرى أصواتا ثقافية ستخرج للعالم من خلال هذا المعلم والتظاهرة الكبيرة. وزاد معاليه: إن هذا الحدث لفت أنظار الآخرين إليه وأصبح ملتقى ثقافياً يهم كل مثقف عربي أن يزوره ويلتقى فيه بجمهرة من المثقفين والشعراء وسنرى تأثير هذا في السنوات المقبلة علماً أن أثره بدأ يظهر من خلال تهافت الحضور إليه. • كيف ترون فوز الشاعر اللبناني شوقي بزيغ بجائزة سوق عكاظ؟ - أعتقد أن شوقي بزيغ أحد الشعراء البارزين في المشهد الثقافي وفي حركة الشعر المعاصرة وهو ضمن مجموعة كبيرة من الشعراء العرب المتميزين وهو يعد صاحب تجربة شعرية متميزة وقد اطلعت على شعره وأعرفه من خلال الفعاليات والأمسيات الثقافية التي تجمع عموم المثقفين والشعراء العرب وفوزه يؤكد هذه المكانة الشعرية التي وصل إليها، وحقيقة اختيار مثل هذه الأسماء الشعرية سيجعلنا دوماً في ترّقب للشعراء الذين سنحتفي بهم عبر هذه الجائزة، والجائزة أصبحت مهمة في المشهد الشعري ونعني الشيء الكثير لشعراء العربية. • سيشارك التلفزيون السعودي في نقل هذا الحدث.. كيف ستكون المشاركة؟ - ستكون القناة الثقافية حاضرة في نقل هذه الفعاليات على مدار الساعة وسنقدم مواد جديدة تتناسب مع هذا الحدث البارز وهذا دورها وهي فرصة حقيقية لتقديم مواد ثقافية متنوعة من خلال إجراء الحوارات مع كبار الشعراء وعقد البرامج المباشرة في كل زوايا التظاهرة وقد استعدت القناة في نقل هذه الفعاليات من خلال أكثر في موقع وفعالية. • أيضاً ستشارك وزارة الثقافة والإعلام من خلال أكثر من قطاع ومنها الأندية الأدبية؟ - المشاركة حقيقية ولا بد أن تكون وزارة الثقافة والإعلام بمختلف مؤسساتها وإداراتها وأنديتها حاضرة ومشاركة بقوة في هذه التظاهرة ونحن سنرى حضوراً بارزاً للأندية في كل من مكةوجدة والطائف حيث سيشارك كل نادٍ بنشاط ثقافي يكون إسهاماً منه في إحياء هذه التظاهرة الكبيرة، كما أن المثقفين سيشاركون في هذه الفعاليات المهمة والوزارة بقنواتها ستسعى ان تسهم في نقل هذه التظاهرة وأن تعاضد الجهات الأخرى المشاركة في سوق عكاظ.