إعداد : سعد محمد الدوسري وعبدالله بن علي الحسين أضحى موضوع المبالغة في الديات من الظواهر السلبية التي برزت في المجتمع مؤخراً وهي لا تمت بوجه صلة لمجتمعنا السعودي ، حيث إنها لا تتوافق مع القيم الإسلامية التي تحث على قيم الصفح والعفو عند المقدرة والتسامح، مع العلم أن طلب الدية حق شرعي لذوي المجني عليه. ووصف عدد من العلماء ورجال الفكر والمشائخ الذين استطلعت وكالة الأنباء السعودية " واس " بالمنطقة الشرقية آراءهم حول ظاهرة المبالغة في قيمة الصلح في قضايا القتل , بأنها ظاهرة دخيلة على المجتمع السعودي لا تمت بأية صلة للدين الإسلامي الحنيف والمجتمع بأكمله المتمسك بالشرع الحنيف , مؤكدين ضرورة تكثيف الوعي الديني بين الناس والتحذير من تلك الظاهرة السيئة , وحاثين على أهمية إحياء فضيلة العفو وتذكير الناس بذلك وبالنصوص الحاثة عليه بكل السبل والوسائل المعروفة من خطب في المساجد أو وسائل الإعلام أو مشايخ القبائل . وأوضح فضيلة عضو الإفتاء بالمنطقة الشرقية المشرف العام على الفرع الشيخ خلف بن محمد آل مطلق أن الدين الإسلامي الحنيف حث على التسامح في القصاص وكان من المعروف عند الجاهلية القتل أنفى للقتل ، فأتى الإسلام وشرع القصاص " ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب " فلو ترك الناس للهرج والمرج ذهبت نفوس كثيرة لكن هذا القصاص يطفئ الفتن ، حيث إن الإسلام عندما شرع بالقصاص أصبحت ولله الحمد المجتمعات آمنة وأصبح الشخص يعيش في اطمئنان وسلم الناس من هذه الفتن ومن الهرج والمرج والقتل في هذه الأمور وصدق الله عز وجل في قوله " ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب " ، فقد كان عند اليهود القصاص دون دية وكان عند النصارى دية دون القصاص ، فأتى الإسلام وشرع القصاص وشرع الدية فولي الدم مخير بثلاثة أمور إما أن يقتص وإما أن يأخذ الدية وإما إن يعفو، والعفو هذا إما أن يكون عن صلح بينه وبين أهل الجاني وإما أن يكون عفو مقابل ما عند رب العالمين عز وجل، وقال تعالى " فمن عفي له من أخيه شي فإتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان " ، فسمي التنازل من القصاص إلى الدية بالعفو لأنها أخف على أهل القاتل والمجتمع. وقال فضيلة الشيخ آل مطلق : إن الصلح تنطفي به الفتن، والصلح بابه مفتوح، وقال الله تعالى : " لاخير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً " ، فينبغي لمن دخل في الصلح أن ينظر إلى هذا الصلح من جميع جوانبه وتأثيره على الجاني والمجتمع، لأن مصلحة البلاد والعباد قد تكون قتل هذا الجاني، قال تعالى " ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً ". // يتبع // 17:48 ت م تغريد