قال معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الاستاذ إياد بن أمين مدني إن "العبث بالمسجد الأقصى المبارك والقدس الشريف خط أحمر لن تسمح الأمة الإسلامية لأحد بأن يتجاوزه بأي حال من الأحوال". وأضاف في كلمته "إن الحكومة الإسرائيلية جعلت هدفها العمل على قسر الفلسطينيين والعرب والمسلمين على الاعتراف بيهودية دولة الاحتلال، وفي قلب ذلك الاعتراف بيهودية القدس الشريف". وأوضح أن الحكومة الإسرائيلية "تعتزم إنفاق 15 مليار دولار لخطتها العشرية لتهويد مدينة القدس مكانا وسكانا ومجتمعا وثقافة"، محذرا من "أن عملا من هذا القبيل لا يهدد عملية السلام فقط بل قد يطيل أمد الصراع ويقوض استقرار وأمن بالمنطقة بأسرها". وأشاد مدني بدور وكالة بيت مال القدس الشريف الذراع التنفيذي للجنة القدس في دعم المقدسيين, مؤكدا أهمية تمكين الوكالة "من ممارسة المهام المنوطة بها في سبيل تثبيت ودعم صمود الفلسطينيين في مدينة القدس الشريف". كما أعرب عن خالص شكره للملك محمد السادس لمبادرته إلى الدعوة إلى انعقاد الدورة العشرين للجنة القدس "في وقت تجتاز فيه القضية الفلسطينية واحدة من أشد مراحلها دقة، بسبب تمادي إسرائيل في انتهاج سياسات التهويد التي تتهدد الهوية الإسلامية والعربية للمدينة". ودعا الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي بهذا الخصوص إلى "النظر في اتخاذ التدابير القانونية المناسبة ضد إسرائيل لدى الهيئات القانونية الدولية بما فيها محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية". وقال "إن الوضع في القدس يحتاج أكثر من أي وقت مضى أن نسخر كامل مواردنا وإمكاناتنا وإلى التنسيق المشترك خاصة بين الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية والبنك الإسلامي للتنمية، ووكالة بيت مال القدس من أجل حماية مدينة القدس ودعم صمود أهلها و تثبيتهم" في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. وحث مدني على بذل "مزيد من الجهود المشتركة من خلال تشكيل لجنة متابعة للتنسيق ما بين الدول الأعضاء ومؤسسات المنظمة ووكالات التنمية ومنظمات المجتمع المدني، وللتشاور مع المنظمات الإقليمية والدولية بشكل دوري، وإلى حشد الموارد من أجل وضع الخطة الاستراتيجية لتنمية مدينة القدس". كما حث على "البدء في اتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ خطة تحرك منظمة التعاون الإسلامي كما تم اعتمادها في الجلسة الوزارية الخاصة بالقدس في الدورة الأربعين لمجلس وزراء خارجية المنظمة". وأكد معاليه أن المنظمة ترى أن ضمان العدالة هو السبيل الوحيد لتحقيق التعايش داعيا إسرائيل من هذا المنطلق إلى "الاعتراف بظلمها التاريخي للشعب الفلسطيني وأن تلتزم بمبادئ عملية السلام بما في ذلك قرارات الشرعية (الدولية) ومبدأ الأرض مقابل السلام ومبادرة السلام العربية وصولا إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينيةالمحتلة منذ عام 1967 وتحقيقا لحل الدولتين بإنشاء دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.