شبان وقيادات عُرف عنهم ''النظام'' والدقة، هادئون ينفذون خططهم للوصول إلى أهداف سامية، لذلك لا تستغرب عندما تكتشف أن الكشافة في المملكة العربية السعودية تسير وفق طريقة منهجية علمية دقيقة، حيث تدعو رؤيتها في خطتها الإستراتيجية إلى أن تصبح الكشافة بيئة شبابية جاذبة ورائدة تستوعب طاقات الشباب وتلبي احتياجاتهم الفكرية والنفسية وتوجه قدراتهم لخدمة المجتمع والإسهام في تنميته بفكر راشد ومتطور مستوعب لمتغيرات العصر ومتطلباته ومحافظ على أصالته وانتمائه. يتجسد هذا الفكر والمنهج في معسكرات الخدمة العامة بمكةالمكرمة والمشاعر المقدسة التي تقيمها جمعية الكشافة العربية السعودية في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة بمشاركة 4500 كشاف وجوال وقائد موزعين على ثمانية معسكرات فرعية. وتتضح هذه المنهجية في أعمال الفتية، ففي الوقت الذي تجد فيه أفضل التقنيات الحديثة ووسائل الاتصال قد سخرت لإنجاح برنامجهم ويتعامل معها هؤلاء الفتية بكل مهنية واحترافية واقتدار، تجد في الوقت نفسه أنهم يحافظون على أصالة الكشافة وطريقتها ومبادئها، خاصة حياة الخلاء التي يرونها الإطار المثالي لممارسة المناهج والبرامج والأنشطة الكشفية التي وجه لها مؤسس الحركة الكشفية اللورد بادن بأول في كتابه (الكشافة للفتيان) من أهمية اكتساب المواطنة من خلال حياة الخلاء بالتعرف على ما تحتويه طبيعته، ولما يحتويه ويوفره من تحديات عديدة تحفز طاقات الخلق والإبداع لدى الفتية والشباب وتمكنهم من الوصول إلى حلول مبنية على الربط بين العناصر، الأمر الذي لا توفره لهم الحياة في المدينة. واستبدل الكشاف في هذا المخيم الغرفة بخيمة سورها من الحبال والعصي، والسرير بالسليب باق، والبوتاجاز بالحطب، وخدمة الأسرة له بخدمة الذات والاعتماد على النفس في شتى أموره الشخصية من مأكل ومشرب وملبس. وفي المخيم تجد فعاليات حرص منظموها على أن تحقق هدف الكشافة التربوي كوسيلة تعد الفتية والشباب إعدادا سليماً للحياة وتدربهم تدريباً صحيحاً كي يتحملوا تبعات مستقبلهم للاستفادة من قدراتهم البدنية والعقلية والاجتماعية والروحية كمواطنين صالحين مسؤولين وكأعضاء في مجتمعاتهم المحلية والوطنية والعالمية. // انتهى // 20:55 ت م NNNN تغريد