ما إن تدلف قدماك للمخيم الكشفي الذي تقيمه جمعية الكشافة العربية السعودية في روضة حطابة بمحافظة المجمعة للبرنامج الوطني الكشفي لنظافة البيئة وحمايتها ، الذي يستمر حتى يوم السبت القادم بمشاركة 2500 كشاف وجوال وقائد ، حتى تكتشف أن الكشفية في المملكة تسير وفق طريقة منهجية علمية دقيقة ، حيث تدعو رؤيتها في خطتها الإستراتيجية إلى أن تصبح الكشفية بيئة شبابية جاذبة ورائدة تستوعب طاقات الشباب وتلبي احتياجاتهم الفكرية والنفسية ، وتوجه قدراتهم لخدمة المجتمع والإسهام في تنميته بفكر راشد ومتطور مستوعب لمتغيرات العصر ومتطلباته ومحافظ على أصالته وانتمائه ، وستلحظ ذلك في كافة أعمال هؤلاء الفتية ، ففي الوقت الذي تجد فيه أفضل التقنيات الحديثة ووسائل الاتصال قد سُخّرت لإنجاح برنامجهم ويتعامل معها هؤلاء الفتية بكل مهنية واحترافية واقتدار ، تجد في نفس الوقت أنهم يحافظون على أصالة الكشفية وطريقتها ومبادئها خصوصاً حياة الخلاء التي يرونها الإطار المثالي لممارسة المناهج والبرامج والأنشطة الكشفية التي وجه لها مؤسس الحركة الكشفية اللورد بادن باول في كتابه (الكشفية للفتيان) من أهمية اكتساب المواطنة من خلال حياة الخلاء بالتعرف على ما تحتويه طبيعتها ، ولما تحتويه وتوفره من تحديات عديدة تحفز طاقات الخلق والإبداع لدى الفتية والشباب وتمكنهم من الوصول إلى حلول مبنية على الربط بين العناصر ، الأمر الذي لا توفره لهم الحياة في المدينة. حيث استبدل الكشاف في هذا المخيم الغرفة بخيمة سورها من الحبال والعصي ، والسرير بالسليب باق ، والبوتاجاز بالحطب ، وخدمة الأسرة له بخدمة الذات والاعتماد على النفس في شتى أموره الشخصية من مأكل ومشرب وملبس. في هذا المخيم تجد فعاليات حرص منظموها أن تحقق هدف الكشفية التربوي كوسيلة تعد الفتية والشباب إعداداً سليماً للحياة وتدربهم تدريباً صحيحاً كي يتحمّلوا تبعات مستقبلهم للاستفادة من قدراتهم البدنية والعقلية والاجتماعية والروحية كمواطنين صالحين مسئولين وكأعضاء في مجتمعاتهم المحلية والوطنية والعالمية.