يعيش زائرو ومصطافو الباحة أجمل أوقاتهم متنقلين بين متنزهاتها وغاباتها، وسط أجواء عليلة ونسمات هواء تعطر صفو ترحالهم، ومناظر خلابة تسلب ألبابهم، ومواقف وحكايات تشبع حواسهم. ومما زاد في روعة لحظاتهم باعة جائلين توزعوا على جنبات طرق المتنزهات والغابات، يقدمون أشياء مختلفة، يبرز منها ألعاب الأطفال والملبوسات والمقتنيات الأثرية والأكلات والمشروبات الشعبية. وتصدر شاي الجمر المطّعم بنكهاتٍ مختلفة كالمرمية والنعناع والحبق وإكليل الجبل مشهد المشروبات ، فضلاً عن المنتجات الزراعية الموسمية التي تضفي على اللسان حلاوة ومذاقاً مختلفاً. وكالة الأنباء السعودية رصدت في جولة على تلك الطرقات والميادين والمتنزهات بعض الشواهد من أبناء الباحة، خلال اختيارهم مواقع يكثر فيها المصطافين، بهدف بيع منتجاتهم المستوحاة من إرث المنطقة. يقول الشاب خالد الشيخ البالغ من العمر 28 عاماً لدى وقوفه إلى جانب مدخل غابة رغدان، مقلباً أصابع الذرة فوق صفيح الجمر الذي يحتضن إبريقاً من الشاي: "ليست السنة الأولى التي أبيع فيها خلال فترة الصيف، فقد اعتدت على الحضور هنا مع بداية الإجازة" ، واصفاً بيع الشاي على الجمر وخاصة " الشاي بنكهة المرمية " الذي يتميز به لدى زبائنه، بالمسلي المفيد له. وعن ما يجنيه هؤلاء الشباب من وقوفهم منذ الرابعة عصراً وحتى الواحدة ليلاً بشكلٍ يومي، عدّ الشاب محمد بن سعيد خميس 23 عاماً المردود المادي من بيع الشاي جيداً، خصوصاً عند إضافة نكهات عشبية عليه مثل " إكليل الجبل " والتي تزيد من سعره، حيث أطلق عليه شاي العقبة كاسم ترويجي، إلى جانب بيعه لأصابع الذرة المشوية وبعض أنواع العصائر المبردة والفواكه، واصفاً دخله خلال إجازة الصيف بالكبير . يذكر أن الزوار والمصطافين يفضلون الشراء من هؤلاء الباعة، عطفاً على البساطة التي يلمسونها في التعامل، والشعور بالمسؤولية تجاه دعم الشباب مادياً، إضافةً إلى الإحساس الجميل الذي يعيشه المصطاف بعودته للماضي بمجرد التوقف والشراء من البائع المتجول، الذي حرص بدوره على إضفاء نوع من البساطة على الشكل العام للمكان والموقع الذي يبيع فيه، مستفيداً من بعض الأثريات التي توحي بذلك. // انتهى // 16:54 ت م تغريد