لم تمنع حالة التأهب التي يعيشها رجال الدفاع المدني المشاركون في مهمة الحج استعداداً لأي بلاغ عن حريق أو عملية إنقاذ أو إسعاف لأحد الحجاج المصابين ، من القيام بمهام إنسانية في خدمة ضيوف الرحمن مثل إرشادهم إلى مواقع مساكنهم أو مخيماتهم أو مد يد العون لحاج مسنٍ يحتاج إلى من يأخذ بيده لعبور الطريق أو تهدئة مخاوف حاج انفصل عن حملته في الزحام، أو احتضان طفل تائه في ساحة الطواف بعد أن باعد الزحام بينه وبين ذويه . وكذا تقديم المياه المخصصة لهم ضمن إعاشتهم لحاج شعر بالعطش وهو يؤدي مناسكه في عرفة ومزدلفة ومنشأة الجمرات. ورجال الدفاع المدني لا يهتمون بالحديث عن هذه الأعمال الإنسانية التي يرونها بسيطة جداً لخدمة ضيف الرحمن مقارنة بمهامهم الجسيمة في الحفاظ على سلامته والتصدي لكافة المخاطر التي قد تتهدده . والكثيرون من رجال الدفاع المدني يقولون إن مساعدة حجاج بيت الله الحرام بأي صورة من الصور لا يحتاج إلى تكليف رسمي من قيادة وحداتهم أو فرقهم الميدانية، بل هو عمل ينبع من رغبتهم الصادقة في مساعدة ضيوف الرحمن على أداء فريضة الحج والتي جاءوا من أجلها من مشارق الأرض ومغاربها إبتغاء مرضاة الله وتحملوا في سبيل ذلك المشاق . وآخرون من رجال الدفاع المدني يبتسمون عندما تسألهم عن مساعداتهم البسيطة والإنسانية لضيوف الرحمن والتي لا تدخل في صميم عملهم ويقولون بعفوية شديدة .. هل هناك من يتأخر عن مساعدة الحجيج متى أستطاع ذلك، ونحن نرى قيادة بلادنا تبذل كل غالٍ ونفيس لرعايتهم والسهر على راحتهم وسلامتهم دون مّن أو تفاخر بذلك بل هي المسئولية التي شرف الله به بلادنا المباركة والتي يجب على كل من يشرف بالعمل في الحج السعي للقيام بها على أكمل وجه. // انتهى //