أوضح الباحث الاجتماعي والنفسي عارف الشمري، أن هناك دراسات أكدت أن إكثار الأطفال من مشاهدة التليفزيون، لا تحرمهم من أنشطة محفزة فحسب، بل تسهم في تدني تحصيلهم العلمي واكتسابهم المزيد من العادات غير الصحية عند التقدم في العمر. وأضاف أن كل ساعة إضافية يقضيها الصغار أسبوعيا أمام التليفزيون، تترجم بالسلب فورا على سلوكياتهم داخل الفصول الدراسية، وتدني معدل درجاتهم في مادة الرياضيات والأنشطة البدنية، والإقبال أكثر على عادات غذائية سيئة في سن العاشرة: «فريق من الباحثين من جامعة مونتريال، في كيبيك، تتبع أكثر من 1300 طفل، على مدى سبعة أعوام، وباستخدام استبانات سجلها الوالدان، قاسوا عدد الساعات التي يقضيها الصغار أمام التليفزيون في سن عامين ونصف العام، ومرة أخرى في سن الرابعة والنصف». وعند بلوغ الصف الرابع، طالب الباحثون طاقم التدريس بتقييم الأداء الأكاديمي للمجموعة، وكيفية تعاملهم مع أقرانهم، ومدى انتباههم داخل الصف واتباع إرشادات المدرسين، كما طلبوا من الآباء تحديد الحمية الغذائية لأطفالهم ومعدل الأنشطة البدنية التي يقومون بها. ومن جهة أخرى، كشف الباحثون أن كل ساعة أمضاها طفل عمره عامان ونصف العام، أمام التليفزيون، قابلها تراجع بواقع 7 % في التفاعل داخل الفصول، و 6 % تدن في المستوى في مادة الرياضيات، وتزايدت احتمالات تعرضه للمعاملة القاسية من قبل أقرانه، بنسبة 10 %. وقالت ليندا باجاني، بروفيسور علم النفس بجامعة مونتريال: «هذه النتائج تشير إلى أن الأطفال الذين يشاهدون التليفزيون أكثر من اللازم، يتعلمون فقط أن يكونوا مجرد وعاء سلبي». وتوصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بمنع الأطفال دون سن الثانية من مشاهدة التليفزيون كليا، وتحديد مشاهدته بساعة أو اثنتين لمن تجاوزوا الثانية، إلا أن الدراسة وجدت أن قرابة نصف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سن عام وعامين، وأكثر من 40 % من تتراوح أعمارهم بين سن ثلاثة إلى أربعة أعوام، يقضون ساعات أكثر من تلك الموصى بها. وتتلو هذه الدراسات أبحاث علمية عديدة، ربطت بين التليفزيون ومجموعة من آثاره السلبية على الأطفال، ويتضمن ذلك عدم التركيز لساعات طويلة، وإبطاء اكتساب اللغة، وجعلهم أكثر عدوانية، وإصابتهم بالسمنة. ويقول منتقدو الدراسة: إن مشاهدة التليفزيون ليست كلها سلبيات أو ضارة، وأنها لم تشر إلى برامج محددة شاهدها الأطفال خلال فترة البحث، وهو ما أضعف الدراسة. نتائج هذه الدراسة ربما في بعض النواحي تحرف الواقع «..الدراسات التي قمنا بها وجدت أن ما يشاهده الأطفال، وكيفية مشاهدته، لا يقل أهمية عن مقدار الوقت الذي يمضونه في المشاهدة».