رغم الاستعدادات الضخمة لأعمال التعداد العام للسكان والمساكن الذي انتهى الأربعاء قبل الماضي ومشاركة 35 ألف عداد على مدى أسبوعين، إلا أن عددا من سكان أحد الأحياء في الطائف أكدوا أن العد «فاتهم» وأنهم أصبحوا «ساقط قيد»، مشيرين إلى أنهم لم يروا أحدا من موظفي التعداد في حيهم، حيث كانوا متحمسين لمقابلتهم خاصة بعد الحملات الإعلانية والتوعوية بأهمية المشاركة في التعداد. وعبّر عدد من سكان حي ريّحة الواقع خلف مدرسة دلة لتعليم قيادة السيارات في الحوية ويقطنه نحو عشرة آلاف نسمة، في حديثهم ل «شمس» عن أسفهم لما وصفوه ب«إهمال» بعض العدادين، وعدم تحليهم بروح المسؤولية وتفكيرهم فقط في الحصول على المكافأة المالية فقط. لافتين إلى أن منازلهم كانت حصرت من قبل موظفي التعداد ووضعت عليه الملصقات الدالة على ذلك. كريّم الهذلي، في العقد السابع، يسكن الحي منذ عشرة أعوام كان شرع في تصوير كروت أفراد عائلته ودوّن أسماءهم وتواريخ ميلادهم حتى يسهل على العداد مهمته في حصر البيانات: «انتظرت وصول العداد وطلبت من أبنائي وجيراني إبلاغي فورا حال مشاهدتهم له يجوب شوارع الحي، كما أصبحت أمكث فترات أطول في المنزل حتى لا يفوتني لكني فوجئت بعد أيام بلاصق خاص بالتعداد على باب منزلي فحاصرتني شكوك بأن العداد أتى وغادر دون أن يطرق الباب؛ فسألت جيراني فقالوا إنهم لم يروا أي عداد؛ وهو ما جعلني أكاد أجزم أن العداد لم يأت إلى الحي أو أنه سجل بياناتنا هكذا من رأسه». واتفق مع رأي الهذلي كل من تركي العجمي وعبدالسلام مطلق، وهما طالبان يوجدان كثيرا داخل الحي، هما وبقية زملائهما لم يشاهدوا أي عدادين في الحي، مرجعين ذلك إلى عدم وجود رقابة على موظفي التعداد، مشيرين إلى أنه كان بالإمكان أن يكون هناك مراقبون يطوفون على المنازل للتأكد من مرور العدادين عليهم وتسجيلهم بياناتهم عن عدد أفراد الأسر ونوعيات السكن وما إلى ذلك. أما خالد عبيد العتيبي فأكد بدوره أن العدادين لم يصلوا إلى الحي، مضيفا أن كثيرا من جيرانه يؤكدون ذلك، لافتا إلى أن العدادين في أعمال التعداد السابقة كانوا يحرصون على طرق أبواب المنازل والوصول إلى عمق المعلومات من مصادرها دون ملل أو تعبئة لفراغات الاستمارات حسبما يخوله لهم ضمائرهم. واستغرب أن يتجاهل العدادون حيهم رغم أنه معروف ومأهول بالسكان وتتوافر فيه الخدمات. لكنه لم يستغرب أن يقدم بعضهم مصلحتهم الشخصية على أداء دورهم المنوط بهم كاملا. ولفت إلى أن هؤلاء هم نتيجة المحسوبية والواسطة في اختيارهم. وطالب العتيبي مسؤولي التعداد بإرسال عدادين للحي مرة أخرى وجمع بياناتهم وإلحاقها بالبيانات التي جمعت سابقا من الأحياء الأخرى. من جهته أكد المشرف على تعداد السكان والمساكن لمحافظات شرق منطقة مكةالمكرمة فهد الحارثي ل «شمس» أنه من غير المعقول أن يسقط العدادون حيا كاملا، مشيرا إلى أن هناك رقابة صارمة بالفعل على المراقبين والعدادين وفحص كل ما يقومون به من أعمال ميدانية.