طيلة عشرة أعوام يحلم حسن الغامدي من قرية ثلاثاء بني عيسى شرق محافظة القنفذة بإكمال بناء بيته الأمر الذي جعله يسكن مع زوجته في غرفة لا تصلح للسكن وعرضة لأنواع الجراثيم والزواحف. بيت الغامدي الواقف ظل معلما بين بيوت القرية: «بيتي هو الوحيد الذي لم يكتمل بين بقية بيوت القرية، وذلك لسوء أحوالي المادية حيث أتقاضى راتبا من الضمان الاجتماعي لا يكاد يسد رمقي، وقد ظللت أنتظر وأنتظر إلى أن وصلت المدة لعشرة أعوام»، ويضيف: «تزوجت قبل أربعة أعوام وقبلت زوجتي أن تعيش معي في تلك الغرفة المتهالكة، وقدر المولى عز وجل أن تصاب بالتهاب الكبد الوبائي وتقرر أن تزرع لها كلية فتبرعت لها إحدى شقيقاتها، وأصبحت أراجع مستشفيات جدة يومين كل شهر ما يكلفني الكثير خلال تلك الرحلات التي لا تخلو من السكن والمعيشة التي لا أكاد أوفرها». طوال تلك الأعوام ظل الغامدي يتردد على الجهات المعنية: «قدمت طلبات كثيرة من أجل المساعدة، ولكن لم يحالفني الحظ، وهذا الحال جعلني كئيبا وحزينا، ورغم حصولي على رخصة قيادة عمومية ولكن لم يحالفني الحظ في الحصول على وظيفة، فأصبحت بلا مأوى أو عمل».