لم يقف السن عائقا أمام العم سكات بن موسى الزبيدي «62 عاما» لينخرط في المهنة التي طالما أحبها منذ الصغر. لا يبدو ان الزبيدي يؤمن ببيت الشعر « ألا ليت الشباب يعود يوما»، اذ انتظم كطالب ضمن طلاب معهد التدريب المهني بمحافظة القنفذة: « أنا سائق منذ فترة طويلة وأحب السيارات وحين سمعت عن الدورة فكرت بالمشاركة فيها». اليوم يواجه الكثير من علامات التعجب، التي لا تؤثر كثيرا في عزمه على اكمال ما بدأه: «بعضهم يقول لي ماذا تريد بالميكانيكا الان، فيما اخرون لا يخفون اعجابهم ». ولا يبدو ان الدورة ستكون نهاية المطاف بالنسبة الى الزبيدي الذي يفكر في مشروع خاص: «أتمنى خلال الفترة المقبلة أن اتمكن من فتح ورشة كي أشرف عليها بنفسي واتمنى الدعم من الجهات المختصة». وعن رأي اسرته فيما يقوم به يقول: «أخرج من منزلي محملا بالدعاء من زوجتي وأبنائي، وأحرص على أداء واجباتي والحضور مبكرا ». الزبيدي كان موظفا في السلك العسكري سابقا، و كان من المهتمين بالقيادة أثناء فترة عمله، لكن لا يبدو ان ابناءه على وفاق مع هذه المهنة: «جميعهم موظفون ولا يلتفتون للميكانيكا، رغم انني دائما اقول لهم ان الأعمال الحرفية مكسبها كثير، ولا تحتاج إلى شهادات، وهي تعتمد كليا على التدريب والإتقان». على اية حال، حتى دخوله الدورة لقي معارضة شديدة، من المعهد: «رفضوني في البداية، وأمام إصراري تم قبولي كمستمع ومن ثم استثنائي من قبل المدير». وحول تجربة الزبيدي قال مدير المعهد المهني بالقنفذة المهندس عمر السلامي: «يعد من أميز الطلاب من حيث الحضور المبكر والانصات المتميز لمدربيه وحقق تفوقا كبيرا بحصوله على المركز الثاني على الدفعة، وله قبول كبير بين المتدربين».