كشفت جولة مفاجئة للجمعية الوطنية لحقوق الإنسان لدار التربية للأيتام في مكةالمكرمة عن حالات اعتداء بالضرب المعنف وسوء المعاملة من قبل بعض من منسوبي الدار تجاه الأيتام وغالبيتهم من فئات الأطفال. وحمل الوفد مسؤولية تردي أوضاع الدار ونزلائه للشؤون الاجتماعية، مشيرا إلى أنه سيتم رفع تقرير بالزيارة لإمارة المنطقة. من جانب آخر أعلن مدير الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكةالمكرمة الدكتور عبدالله آل طاوي أن تحقيقا سيجري حول تلك الملاحظات، مشددا على أن عقوبات صارمة ستطبق بحق من يثبت تورطه من منسوبي الدار في تلك التجاوزات. وأكد آل طاوي ل«شمس» أنه سيتابع الأمر شخصيا. وكان وفد الجمعية تفقد الدار صباح أمس، وقضى عدة ساعات بها، التقى خلالها منسوبي الدار والأيتام، الذين كشف بعضهم عن تعرضهم للضرب والتعنيف، وسوء الوجبات الغذائية المقدمة لهم وتردي خدمات النظافة. كما أكدوا حاجتهم للمتابعة الصحية، مشيرين إلى أن أحد زملائهم مريض ومضى عليه أكثر من ثلاثة أيام في سريره دون أن يجد عناية. ولم يخف بعض الأيتام لوفد الجمعية عن تعرضهم للتجريح من قبل بعض منسوبي الدار وتذكيرهم بماضي مجهولي النسب منهم، وهو ما دفع أحدهم للدخول في نوبة بكاء شديد وأصر على أن يصطحبه أعضاء الوفد إلى مكان آخر. وعبر كل من مدير الجمعية بمنطقة مكةالمكرمة الدكتور حسين الشريف وأعضاء الوفد برئاسة مدير مكتب الجمعية بالعاصمة المقدسة عبدالله خضراوي والدكتور محمد السهلي ومحمد كلنتن عن أسفهم لغياب الكثير من الخدمات الصحية والترفيهية والأنشطة التوعوية والتثقيفية داخل الدار إلى جانب تردي النظافة وهو ما أسفر عن انتشار الحشرات. وقال الشريف إن الوفد وقف أيضا على عدد من الجوانب الإيجابية في الدار، منها تحديد مستويات عمرية للنزلاء، واعتماد مصروفات شهرية حسب أعمارهم ومستواهم التعليمي. وأشار إلى أن مدير الدار محسن القحطاني برر له تردي الخدمة بتقادم المبنى الذي مضى عليه أكثر من 30 عاما، إضافة إلى زيادة عدد النزلاء وعددهم 130، وقلة الاختصاصيين الاجتماعيين الذين لا يتجاوز عددهم ثمانية. وأضاف أن المدير وعد بالتحقيق في كل تلك الملاحظات، وفرض عقوبات على المتورطين في تعنيف وضرب أيتام الدار، وبمتابعة من الجمعية، التي ستقوم بجولات أخرى للتأكد من معالجة تلك الظواهر السالبة التي وقفت عليها. وعبر الشريف عن أمله في تغيير مبنى الدار بآخر قريبا، لاسيما وأن الشؤون الاجتماعية أكدت وجود بدائل جاهزة للسكن، وهو ما شدد عليه أيضا القحطاني، الذي أشار إلى وجود مبان سكنية أخرى لفئات الشباب ببطحاء قريش وأخرى بحي النوارية، حيث تم تحديد عدد من أيتام الدار للانتقال إليها. وأضاف إلى «شمس» أنه من الواجب تطبيق تعاليم الإسلام تجاه الأيتام برعايتهم والعطف عليهم ومعاملتهم بالحسنى. «شمس» من خلال مرافقتها لأعضاء الوفد وقفت على بعض السلبيات، التي لم يجد معها من مسؤولي دار التربية في الدخول في مناقشات طويلة لتبريرها، والتي انتهت بطلب مدير الدار مغادرتها دون إبداء أي أسباب .