إذا كان هناك من بدأ العد التنازلي لمباريات كأس العالم التي ستنطلق في جوهانسبرج بمشاركة 32 منتخبا عالميا، فهناك أيضا من بدأ يعد على أصابع يديه لحظة انطلاق فعاليات الموسم السينمائي الصيفي الذي سينطلق عبر دور العرض بحضور وسائل الإعلام ونجوم الشباك، وستكون هناك مباريات ديربي يهدف أبطالها إلى الفوز بسوق الإيرادات، وهز سقف الأرقام الذي سيكون الفيصل والحكم لدى شركات الإنتاج والمهتمين بالشأن السينمائي العربي، وسيكون محبو الأفلام على موعد مع توليفة منوعة تجمع تناقضات النفس البشرية الميالة للأكشن والكوميديا أو الرومانسية في بعض الأحيان. يأتي في مقدمة هذه الأفلام فيلم «عسل أسود» للنجم أحمد حلمي الذي تم تغيير اسمه عدة مرات بسبب ظروف رقابية لم تجز أول اسمين للفيلم، ورفعت أمامه راية التغيير، وتدور أحداث الفيلم حول شاب مصري يحمل جواز سفر أمريكيا فيعامل معاملة حسنة من جميع الهيئات ويتعرض لحادث يفقد فيه هذا الجواز فتتغير معاملة الجميع معه إلى النقيض، فيقرر التمرد على هذا الوضع، ويتعرض لعدد من المواقف الكوميدية. الفيلم من تأليف خالد دياب وإخراج خالد مرعي. وإذا كان هناك من يفتش عن اسم الكاتب يوسف معاطي أحد الأرقام الصعبة في السينما المصرية عبر عقود فحتما سيقف عند فيلم «الثلاثة يستغلونها» الذي كتبه لصالح الفنانين صلاح عبدالله، ياسمين عبدالعزيز، رجاء الجداوي وميار الغيطي. وتتمحور قصته حول فتاة بسيطة تتعرف على ثلاثة شبان، ويسعى كل منهم للارتباط بها، وتتطور الأحداث بتدخل والدها الموظف البسيط مما ينتج عنه مجموعة من المواقف الطريفة بينه وبين ابنته والشبان الثلاثة، ونفت نجمة الفيلم ياسمين عبدالعزيز البروبجندا التي دارت حول أحد المشاهد الذي فسره البعض بأنه حمل إساءة للداعية عمرو خالد. والباحثون عن الرومانسية سيجدون مبتغاهم لدى الفنان تامر حسني الذي تخلى عن الفنانة مي عز الدين التي شاركته في جزأي «عمرو وسلمى» السابقين، واستبدلها بالفنانة منة شلبي. تم تصوير الفيلم بين القاهرة وبيروت، وتدور أحداثه حول فتاة كفيفة تدعى نور، يقع في حبها شاب، ويبذل الغالي والنفيس من أجل سعادتها. هذا الخط ليس جديدا على حسني، فلو تذكرنا تجاربه السابقة بداية من «سيد العاطفي» لاكتشفنا أنه يدور في نفس الحلقة. الفيلم من إخراج أحمد عبدالفتاح. ومن القصص العاطفية الغارقة في الرومانسية المفرطة إلى الكوميديا مع الفنان محمد سعد الذي يعود بعد غياب بفيلم «اللمبي 8 جيجا»، الذي يبدو أنه يحاول من خلاله العيش على أطلال اسم اللمبي الذي حقق له في بداياته أعلى الإيرادات، وإن كان كثير من النقاد يعيبون عليه التمسك بنفس «الكركتر» إلا أن ذلك لا يمنع أنه أحد الأفلام التي ينتظرها الجمهور على أحر من الجمر، ومن المتوقع أن تحصد الأرقام العالية، خاصة أنه لم يحضر الموسم الماضي. يجسد سعد من خلال الفيلم شخصية محام يعاني كثيرا من الأزمات التي تحيط به وتضعه في مواقف محرجة، وتشاركه البطولة الفنانة مي عز الدين، وهو من تأليف نادر صلاح وإخراج أشرف فايق. وفي الكوميديا أيضا يعود الفنان هاني رمزي الذي عاني مشكلات كثيرة مع الرقابة عبر فيلم «الرجل الغامض بسلامته» الذي يجسد من خلاله شخصية رجل أدمن الكذب، يتصل بعدد من الدوائر الحكومية والمؤسسات وتنتشر من خلالها أكاذيبه، الفيلم من بطولته مع الفنانة نيللي كريم ومن إخراج محسن أحمد. من جانب آخر يجدد الفنان أحمد السقا ظهوره في أدوار الفتوة فبعد أن قدم العام الماضي «إبراهيم الأبيض» يعود العام الجاري مع فيلم الأكشن «الديلر» الذي تدور أحداثه في أزقة بيع المخدرات وعصابات المافيا وتشاركه بطولة الفيلم الفنانة الأردنية مي سليم، وهو من إخراج أحمد صالح. ويشهد الموسم السينمائي الجاري عودة الفنان عمر الشريف في فيلم «المسافر» الذي يقوم ببطولته مع خالد النبوي، عمرو واكد وسيرين عبدالنور، وتدور أحداث الفيلم حول ثلاثة أيام في أعوام مختلفة من خلال عامل البريد والتغييرات التي يتعرض لها خلال هذه الأعوام المختلفة في ظل المناخ السياسي والاجتماعي المتغير .