طوال أعوام كثيرة درجت الجماهير الرياضية، والمسؤولون، على تسمية نادي الشباب بالفريق الثاني المفضل بالنسبة إليهم، وكان عندما يلعب مع الاتحاد، مثلا، في جدة، يجد مساندة مشجعي الأهلي، والعكس صحيح، وفي الرياض عندما يلعب أمام النصر تهرع جماهير الهلال لمساندته، كما تفزع معه الجماهير الصفراء أو جماهير «الشمس» عندما يكون الهلال الطرف الثاني في المواجهة، وهكذا كان «الشيخ» يجد الاحترام والحب والدلال من الجميع، وحتى عندما يلعب خارجيا كان الكل يلتف حوله تماما كما يفعلون مع الأخضر، فهو نادي «كل الوطن» وصديق «كل الإعلام» ولم يكن الذين تولوا إدارته طوال تلك الأعوام يلقون بالا للأضواء أو تعنيهم، بقدر ما تعنيهم خدمة شيخ الأندية، لذلك كان الفريق يبدع ويمتع ويحقق الألقاب ويطعم المنتخب بلاعبين من طينة أنور والعويران والمهلل والرومي وسرور والسمار والداؤود والعتيبي والواكد، وغيرهم وغيرهم، كان يفرخ المواهب وينتج النجوم ويصدر فائض إنتاجه ولا يغادر رغم ذلك منصات التتويج. الآن هناك أمور كثيرة تغيرت. النادي يستورد النجوم بالملايين، وإدارته تخسر الآخرين بالمجان، ويغادر الفريق البطولات تباعا، كما أنه لا أحد في المدرجات الأخرى يصفق له كما كان الأمر في السابق. هناك شيء ما تبدل، اختلفت لغة التخاطب، غابت الحكمة القديمة وكان من الطبيعي أن نجد الآن الشيخ وحيدا بلا جماهير وبلا إعلام، وأيضا بلا بطولات. ياسر عمر