في الشارع: يقف عدد من الناس في طابور أمام الصراف الآلي ويأتي فجاة أحدهم من الخارج ويتظاهر بأنه غير منتبه ويذهب للصراف مباشرة دون أي مبالاة بهؤلاء الواقفين وحقوقهم. في المنزل: زوج حانق يوبخ زوجته ويقلل من شأنها ويشوه صورتها أمام نفسها أولا وأمام أولادهم ثم أمام الآخرين *أب غاضب على ولده لسبب ما فيوبخه ويحط من قدره. في العمل: موظف يتناول إفطاره وسماعة الهاتف ملقاة على المكتب ومراجعون بالخارج في انتظار أن يفتح نافذته. هذه بعض المظاهر التي نراها في مجتمعنا.. إنها تدل على اللامبالاة بالآخر.. بصرف النظر عمن يكون. إنها تمجيد الذات وتعدٍ على حقوق الآخرين. باختصار هذه التصرفات وغيرها تجسيد صارخ للأنانية. يجب أن نعامل الآخرين بالطريقة التي نحب أن يعاملونا بها، وأن نحب لهم ما نحب لأنفسنا، والاهتمام بأداء حقوق الآخرين، والتفكير بالآخر بطريقة أكثر إيجابية هو من سمات الإنسان المتحضر وسبب في الوقاية من العنف والحقد والكراهية. وحتى لا تستمر مثل هذه الظواهر، فلابد من تنمية ثقافة الاحترام وزيادة مساحاتها بيننا وذلك من خلال المدرسة والبيت.. وبالنسبة للأطفال فعلينا أن نعلمهم ثقافة الاحترام معرفة وسلوكا وأن يكون المعلم والأب والأم قدوة حسنة في احترام الآخرين حتى ينغرس ذلك في الأطفال، وينشأ جيل تعمق فيه مفهوم احترام الآخرين. ويتوجب تكثيف الخطاب التوعوي في المساجد أو في مختلف وسائل الإعلام أو في الجامعات بضرورة ممارسة هذا السلوك وتطبيقه واقعا يلمسه الناس ليتحقق احترام الآخرين قولا وفعلا.