لا أدري فقد وجدت نفسي مجبرا على الكتابة عن نادي النصر السعودي. علينا أن نعترف بأن هذا النادي يبقى حالة خاصة تستفز أي كاتب. تفرّد في التعبير عن الفرح، وتفرّد في التعبير عن الحزن. وبين الفرح والحزن عامل مشترك هو تلك الشمس المشرقة دائما، ذلك هو الجمهور النصراوي. جمهور عجيب.. جمهور يأسر كل من يتابعه؛ فهو يكاد يكون الجمهور الوحيد الذي لا يعاقب ناديه على الرغم من ابتعاده عن البطولات ولسنوات طويلة. كم هو محظوظ هذا النادي الكبير! محظوظ برمز كالأمير الراحل الأخاذ عبدالرحمن بن سعود رحمه الله. محظوظ بأفضل لاعب أنجبته الملاعب السعودية خلقا وأداء ماجد أحمد عبدالله. محظوظ بجمهور نحتاج إلى دراسات كثيرة لمعرفة السر الحقيقي وراء عشقه الغريب لناديه. وآخر الحظ الأمير فيصل بن تركي، هذا الأمير الذي جاء ليبقي النصر حوتا مع الحيتان. جاء ليجعل الحب بين النصر وجمهوره حبا من طرفين وليس من طرف واحد. فكلما رفع يده اليمنى مع كل لحظة فرح أشعر بأن هذا الأمير الشاب قادر على إعادة خريطة الكرة السعودية إلى ما كانت عليه قبل عشر سنوات. زوووم أخطاء فادحة انتهى بسببها الموسم بالنسبة إلى الوحداويين دون إنجاز يذكر، وكالعادة يذبح هذا الفريق المغلوب على أمره، ولا نرى ولا نسمع أي ردود فعل. السؤال هنا: ماذا لو حدثت هذه الأخطاء ضد فرق كالهلال أو النصر أو الاتحاد؟ مسكين هذا النادي الذي يمثل أطهر بقاع الأرض؛ فلا أموال ولا نفوذ ولا إعلام! جيريتس مدرب كبير، ولكنه ليس مخترعا كما يصوره البعض؛ والدليل لدى ويلهامسون. فيصل العبدالهادي قامة رياضية يجب أن نشيد بها، لا أن نشوّهها ونسيء إليها.