نشعر أحيانا بأننا لا نزال نحبو نحو أولوياتنا عند طرق أحدهم لمواضيع (بايتة) ومكرورة منذ سنوات كالاختلاط، جعجعة بجدليات تجاوزها البشر في جزر الواق واق ولم يعد يتقاذفها الناس هناك، الإصرار على إظهار تلك الجدليات للسطح بنكهات غريبة ثم صنع حواديت كر وفر حولها، قبل تقديمها للعالم على أنها من أقسى مشاكلنا التي نتداولها ليس في صالحنا لا أولا ولا عاشرا.. شعورك المذكور آنفا لا يتوقف عند هذا الحد بل يستمر مخلوطا ب (الفشيلة) حين تطير الركبان بدول الغرب بأحد تلك الآراء العجائبية التي تحمل عنوانا موحدا تقريبا:“رجل دين سعودي يفتي بجواز هدم المسجد الحرام درءا للاختلاط” تحاول بكل ما بك من قوة أن (ترقع) ما يمكن ترقيعه، مبينا أن لدينا ما هو أهم.. وإن ذلك الرأي لم يكن إلا رأيا (ثانويا) ستذروه الرياح.. والوعي أيضا، قبل أن تستحلفهم بالله في نهاية حديثك اليائس ألا يستغلوا ذلك الرأي بأحد برامج (STAND UP COMEDY) .. ورغم محاولاتك المستميتة، إلا أن القارئ الغربي الذي أصبحنا جزءا جديدا من وجبته القرائية، خصوصا بعد أحداث ال11 من سبتمبر، بدا له (الشق أكبر من الرقعة)، وهو يخاطب زميله قائلا:“هناك من يقول أشياء غريبة في ذلك الجزء من العالم يا رجل!”. ثم يكمل حديثه مبتسما: "أقترح عليكم ما دام الأمر هكذا أن تخصصوا يوما للنساء.. وآخر للعوائل ، قبل أن يتدارك الأمر:“وعفوا يوما للرجال أيضا”.